بني بصري
وهي كورة مسكونة ، حيث يوجد ثلاثة قصور عند أقدام جبال الأطلس. وتكثر هنا الثمار ، ولكن لا ينبت فيها النخيل ولا الحبوب. ويقع هنا منجم حديد يمون كل إقليم سجلماسة بحاجته. ونجد في هذه الكورة بعض القرى تحت سلطة أمير دبدو. ويعمل السكان في المنجم (٦٧).
واكدة
واكدة كورة تقع على مسافة مائة وسبعين ميلا إلى الشرق من سجلماسة. ونجد فيها ثلاثة قصور كبيرة وبضعة قرى وكلها على ضفة واد غير (٦٨) ولا ينبت هنا سوى القليل من القمح ، ولكن تجنى كمية كبيرة من التمور. وينقل السكان بضائعهم إلى بلاد السودان. وكلهم من الذين يدفعون الإتاوة للعرب.
فيقيق
وهى عبارة عن ثلاثة قصور فى وسط الصحراء ، توجد بالقرب منها كمية كبيرة من أشجار النخيل. وتنسج النسوة فيها أقمشة صوفية من نوع ملاءات السرير ، ولكنها ناعمة للغاية ومتقنة حتى ليظن انها من حرير ، وتباع بأسعار غالية جدا في مدن بلاد البربر مثل تلمسان وفاس. ورجال هذه القصور غاية في الذكاء. وينصرف بعضهم للتجارة فى بلاد السودان ، كما يقصد الآخرون فاس لدراسة الآداب. وعند ما يحصل أحدهم على شهادة الدكتوراه (٦٩) يعود إلى نوميديا ويعمل إماما أو خطيبا. وكل الناس
__________________
(٦٧) تقع فصور بنى بصرى فى رأس وادى غيس ، وهو فرع رافد لواد أبي عنان ، رافد وادي غير. وتقع على مسافة مائتي كيلومتر جنوب دبدو تقريبا ، وعلى مسافة ثلاثين كيلومترا جنوب غرب ثكنة تلسنت. وتوجد حاليا خمسة قصور لبنى بصرى والثلاثة الأولى القديمة خربة ، وبالقرب من هذه القصور الحالية تسكن عشائر بني يحيى أو غيس ، وآيت عيسى أو على وتخوالت. ولم يبق سوى آثار عن مناجم الحديد بجوار هذه القصور كما توقف استغلالها.
(٦٨) يقع القصران الباقيان فى واحة النخيل على واد بشار الذي لا اتصال له مطلقا مع واد غير. وهذان القصران هما واكدة على مسافة ستة كيلومترات فى الجنوب الغربي ، وبشار الذى أصبح اسمه أيام الحكم الفرنسي للجزائر كولومب بشار. وهو مركز إدارى هام.
(٦٩) أى العالمية.