هنا أغنياء. وتقع هذه القصور على مسافة خمسين ومائتى ميل شرقي سجلماسة (٧٠).
تسابيت
تسابيت كورة مأهولة ، في صحراء نوميديا ، على مسافة خمسين ومائتي ميل إلى الشرق من سجلماسة وعلى مسافة ستمائة ميل من الأطلس. وتحوي أربعة قصور وبضع قرى على تخوم ليبيا ، على طريق فاس وتلمسان إلى مملكة أغادس في بلاد السودان. وسكانها مدقعون ، ولا ينبت في بلادهم شيء سوى التمور والقليل من الشعير. وهؤلاء الناس زنوج غير أن نساءهم جميلات ولكنهن سمراوات (٧١).
تيغورارين
التيغورارين (٧٢) منطقة مسكونة في صحراء نوميديا ، تبعد مائة وعشرين ميلا تقريبا شرق تسابيت ، حيث يوجد حوالي خمسين قصرا وأكثر من مائة قرية بين حدائق النخيل (٧٣). وسكان هذه البقعة أغنياء لأن عادتهم الذهاب كثيرا مع بضائعهم إلى بلاد السودان حيث يجنون أرباحا كبيرة. وهنا يقع رأس خط القوافل. حيث ينتظر تجار بلاد البربر تجار بلاد السودان ثم يذهبون سوية.
ولهذه البلاد الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة ، ولكن يجب ريها بمياه الآبار وتسميدها بالسماد ، لأن هذه الأراضي جافة وغير خصيبة ، ولهذا يعيرون مساكنهم للغرباء بدون تعويض كي يحصلوا على سماد الخيل وبراز الآدميين وأكبر ما يغضب صاحب المنزل هو أن يقضي الضيف حاجته خارج البيت. وإذا رآه صاحب البيت اغتم
__________________
(٧٠) تضم فقيق أو فيقيق خمسة تجمعات سكانية هي قصور ودغير ، أولاد سليمان ، المعيز ، وقصر الحمام في الشمال ، وقصر زناته في الجنوب ، وتقع واحة النخيل الرائعة هذه على مسافة ٤٠٠ كم من سجلماسة وهي في طريق الانحطاط حاليا. ولا تزال قيمة أهل فقيق ومهارتهم مشهورة ، ولكن يظهر أن سر المنسوجات الجميلة قد ضاع.
(٧١) تعتبر تسابيت في أيامنا كورة من تيغورارين أو قوراره ، ومن ناحية أخرى تبعد ألف كيلومتر أو أكثر من ٦٠٠ ميل عن الأطلس أو بين سجلماسة وتسابيت على مختلف الدروب الممكنة.
(٧٢) تيغورارين معناها المخيمات بالبربرية ، وقد عربت على شكل قورارة.
(٧٣) يظن أن المؤلف لا يقتصر هنا على حدائق النخيل في قوراره (ما عدا تسابيت ، ومنها واحة تيميمون ، وهي أشهرها في أيامنا) ، بل يعرض كذلك لواحة توات ، التي ذكرها في كتابه الأول من هذا المؤلّف ، والتي أوردها على شكل تغات بين أقسام نوميديا بين فقيق وتسابيت. وعدد القصور المسورة والقرى غير المسورة الذي يعطيه هنا يؤكد هذا الافتراض كما يبدو.