جدار سورها ، حتى لقد أصبحت قصورها الثلاثة اليوم قرية واحدة. ويمر من قربها جدول تميل مياهه للسخونة (٩٧).
تولغه
تولغة مدينة بناها النوميديون ، ولها جدار سور صغير. ويمر من جوارها جدول ذو ماء ساخن ، وتنتج اراضيها التمور بوفرة ، ولكنها لا تنتج سوى الفليل من القمح. وسكانها فقراء ايضا ومرهقون بالضرائب من قبل العرب وملك تونس. ولكنهم بخلاء ومتعجرفون لا قصى حد وينظرون للغرباء نظرة سوء وريب (٩٨).
دوسن (٩٩)
دوسن مدينة قديمة جدا بناها الرومان عند النقطة التي تتاخم مملكة بجاية صحراء نوميديا. وقد تهدمت عند دخول الجيوش الاسلامية افريقيا. ويعود هذا لوجود كونت روماني فيها مع عدد كبير من رجال شجعان. ولما لم يقبل هذا مطلقا تسليم المدينة الى القائد المسلم ، فقد استمر الحصار مضروبا عليها مدة عام تقريبا. وعندما سقطت بالقوة وقتل كل الرجال ، أخذت النساء واخذ الاطفال اسرى ثم أشعلت فيها النيران. وقد احترقت المنازل لان الاسوار كانت من حجارة ضخمة ، فلم تتقوض. ولكنها تظهر مهدمة من الواجهتين ، ولا اعرف كيف تم ذلك بأي آلة او بزلزال. وتظهر قرب المدينة بعض الآثار التي تشبه المدافن. وعند هطول الامطار تكشف الامطار عن قطع كبيرة من الذهب والفضة يعثر عليها الصيادون مع صور وكتابات حول اطارها لم يستطع احد ان يفسر لي معناها (١٠٠).
__________________
(٩٧) ليس من المؤكد انه يقصد نفطة بالتأكيد. فأولا تقع نفطة في منطقة الجريد وليس في الزاب ، وهو ما لا يمكن ان يجهله المؤلف ، حتى ولو لم يكتب ذلك إلا بناء على معلومات استقاها. ثم انها لا تقع على طريق القوافل الكبيرة في الجنوب. وأخيرا فإن هذا التفصيل عن الجدول ذي الماء الحار لا ينطبق على ما تتصف به نفطة ، وتتصف به مجموعة ينابيعها. وهذه الجداول الحارة انما توجد على طريق الجنوب فيما وراء بسكرة. وربما يقصد المؤلف او ماشي ، الواقعة على مسافة ٢٠ كم جنوب بسكره.
(٩٨) لا تبعد تولغة اكثر من كيلومترين شرق البرج ، في نفس واحة النخيل. ولا يمكن تفسير سبب تحديد المؤلف لموقع مدينة نفطة بين البرج وتولغة.
(٩٩) وهي بلدة صغيرة على مسافة ٢٥ كم جنوب شرق البرج.
(١٠٠) تحوي هذه البلدة آثارا رومانية ، وقد أمكن التعرف على اهميتها منذ عهد قريب بفضل الصور الجوية.