والى أبعد من ذلك ، اي قرب آغادس (١٢٧). ويوجد هنا الكثير من المن. ويكون هنا شيئا عجيبا. ويذهب الناس لجمع هذا المن في الصباح الباكر ، ويملئون اواني من القرع ثم يبيعونه طازجا في شوارع آغادس. والجرة التي سعتها «بوكالة» (١٢٨) تساوي اثنين من «بيوكشي» (١٢٩) ، ويشرب هذا المن ممزوجا بالماء ، مما يعطي شرابا ممتازا ، ولهذا لا يمرض الناس في آغادس كما يحدث لهم في تومبوكتو ، ذات الهواء الوخيم (١٣٠). وتمتد هذه الصحراء من الشمال للجنوب على مسافة ثلاثمائة ميل (١٣١).
الصحراء التي يسكنها شعب لمته
تبدأ الصحراء الرابعة من ايغيدي التي تكلمنا عنها قبل قليل وتمتد حتى تخوم الصحراء التي يسكنها شعب بردواة. وتتاخم من الشمال صحاري طوقورت وورقلة
__________________
ـ قبيلة هوارة قد اعطت اسمها للهقار (أهقّار). ومن الصحيح ، من جهة أخرى ، ان قبيلة كل اهقار كانت تهيمن ، في الماضي ، على كل الأراضي الممتدة حتى ايغيدي ، وكذلك على كل هضبة تادماثيت. وانهم قسروا فيما بعد ، كل القبائل التابعة لهم ، ولا سيما قبيلة ايسكمارن ، على الانكفاء نحو كتلة جبل الهقار لدعم امن المنطقة. ونرى هنا ان الوزان لا يفصل هذه الصحراء عن مرتفعات آيير بشكل واضح ولا يضم آغادس في هذه الكتلة ، أي آيير. وهنا أيضا يتراءى جيدا أنه لم تك لديه اكثر من فكرة غامضة عن قلب الصحراء الكبرى وانه لم يعرف كيفية توضيح مخطط خارطته ـ ه. ل. H. Lhote.
(١٢٧) لقد كان الحسن الوزان اول من أورد ذكر مدينة آغادس. اما بالنسبة لتاريخ تأسيسها فلدينا نص مارمول الذي يذكر انها بنيت حوالي العام ١٤٣٠. وهناك تاريخ آخر يبدو انه يعكس الحقيقة بشكل أصدق ، فيقول بأن سلاطين آيير سكنوا ، وذلك قبل أن يستقروا في آغادس ، في تاديليزة ثم تينشامان. وفي حوالي العام ١٥٠٢ م أخذوا يقيمون في آغادس حيث اقيم قصر لهذه المناسبة. وفي الحقيقة لم يتم الانتقال اليها الا حوالي عام ١٥٠٤ ـ ١٥٠٥ م ، لان السلطان كان لا يزال في تاديليزة عندما زاره المغيلي عام ١٥٠٤ م ـ ه. ل.H.Lhote.
(١٢٨) سعة ٨٢٨ ، ١ ليتر.
(١٢٩) ١٥ سنت ذهب.
(١٣٠) على الرغم من الابحاث التي قمنا بها في مجال علم التغذية في آغادس ولدى طوارق آيير ، لم يكن من المستطاع التعرف على المن. ولا بجلب للأسواق حاليا ضمن أوعية او في جرار كي يستهلك ممزوجا بالماء او يمكن ان يضاف اليه الماء. ويجلب الى سوق آغادس العسل الذي يشرب ممزوجا بالماء ويضاف أحيانا الى الآريجيرة ، وهو دقيق الدخن الممزوج بالماء والذي تضاف اليه الشطّة واللبن الزبادي ، وربما كان الحسن الوزان يعتبر هذا مشروبا. والمن المعروف عادة هو صمغ نوع من السنط ، سواء بحالته الطبيعية ، أو ممزوجا بالماء. وفيما عدا ذلك لم اره يباع في سوق آغادس. وعلى كل حال فإن العسل الذي يباع في آغادس لا يأتي من مرتفعات آيير ، بل من بلاد الهوسا في الجنوب. ويرجع السبب في صفاء هواء آغادس الى عدم وجود البعوض ، باستثناء فترة قصيرة خلال فصل الإمطار ـ ه. ح H.Lhate.
(١٣١) او ٤٨٠ كم. وهي على مسافة ٣٦٠ كم من اينزاوة ، وهو بئر واقع في الجزء الأبعد نحو الشمال من مرتفعات آيير ، حتى آغادس ، والخطأ هنا محسوس نوعا ما.