تغازة (١٣٧)
تغازة مكان مأهول حيث توجد مناجم الملح التي تشبه مقالع الرخام. ويؤخذ هذا الملح من حفر بنيت حولها أخصاص يسكنها أولئك الذين يمتهنون استخراج الملح ، والذين يمارسون هذه المهنة ليسوا من سكان هذه البقعة ، بل أناس من أصل غريب ، يأتون مع القوافل ويظلون يعملون عمال مناجم. وهم يستخرجون هذا الملح ويحتفظون به الى ان تأتي قافلة أخرى تشتريه منهم. ويحمل كل جمل أربعة ألواح من الملح. وليس لعمال مناجم تغازة من أقوات سوى التي تجلب لهم من تومبوكتو او من الدرعه ، الواقعتين كلتيهما على مسافة عشرين يوما من تغازة (١٣٨). وقد حدث أن وجد بعض هؤلاء العمال موتى من الجوع في أكواخهم ، لانعدام الأقوات التي افتقدوها بسبب عدم قدوم القافلة. وفضلا عن ذلك يهب في الصيف ريح السيروكو الذى يتلف عيونهم ويفقد عددا منهم بصره. وقد مكثت مرة مدة ثلاثة أيام في تغازة ، أى الوقت اللازم لتحميل الملح ، واضطررت طيلة هذا الوقت لشرب ماء مالح من بعض الآبار القريبة من المنجم (١٣٩).
أوجله (١٤٠)
أوجله هي منطقة مسكونة من صحراء ليبيا على مسافة أربعمائة وخمسين ميلا (١٤١) من النيل (١٤٢). وتظهر فيها ثلاثة قصور وبعض القرى الصغيرة المحاطة بحدائق
__________________
ـ هو الذى يصرّف مياه هذا الوادى ويجعلها تصب في المحيط. أما رأس واد نون الشهير عند الملاحين الاوروبيين في القرنين الخامس عشر والسادس عشر فلم يعد يحمل هذا الاسم ، الذى كان دائما مجهولا لدى سكان المنطقة. ولكن على مسافة ١٥ كم الى الشمال من مصب واد أسّاكة يوجد فى ايفني رأس يوجد فوقه ، وبجوار ضريح سيدي ورزيك ، مكان يدعي سوق النصارى ، وبالبربرية تاغا ديرتن روميين ، أو مخزن الاوروبيين الصغير. وهذا يكفي لتشخيص رأس نون.
(١٣٧) أو تاغازّة بتشديد الزاى.
(١٣٨) أو حوالى الف كيلومتر ، بمعدل عشر ساعات من المشي يوميا ، وفي المتوسط ٥ كم في الساعة.
(١٣٩) لقد هجرت تغازة فى أواسط القرن السابع عشر ميلادي ، الى تاودني الواقعة اكثر منها الى الشرق. وقد زارها فى السنوات الاخيرة عدة رحالة.
(١٤٠) أوجلة وأوجيلة عند هيرودوت والرومان.
(١٤١) ٧٢٠ كم.
(١٤٢) تقع واحة اوجلة ، التي وصفها لنا هيرودوت تحت هذا الاسم ، تقع على مسافة تزيد على ١٠٠٠ كم من النيل وكان ـ