ولأهل تومبوكتو طبع مرح. ومن عادتهم التريض فى المدينة فى أثناء الليل ، بين الساعة الثانية والعشرين والواحدة صباحا ، وهم يعزفون بآلات موسيقية ويرقصون. ويعمل فى خدمة سكان المدينة الكثير من الرقيق بين رجال ونساء.
وهذه المدينة كثيرة التعرض لخطر الحريق. وفى الوقت الذي كنت موجودا فيها فى أثناء رحلتى الثانية (٤٦) ، احترق نصف المدينة فى فترة خمس ساعات. وكانت الريح عنيفة وأخذ سكان النصف الثانى من المدينة فى إخلاء أمتعتهم خوفا من أن تحترق اجسامهم كذلك.
ولا يوجد حول تومبوكتو أى بستان أو مزرعة أشجار (٤٧)
مدينة كاباره
كاباره مدينة كبيرة لها مظهر قرية دون جدار سور. وتبعد مسافة اثني عشر ميلا عن تومبوكتو على النيجر (٤٨) ومن هنا تشحن أو توسق البضائع على المراكب كي تذهب إلى جنّه ومالى. ولا تختلف هذه المدينة في بيوتها وسكانها عن المدن التي تكلمنا عنها آنفا. ونجد هنا زنوجا من أعراق مختلفة لأن هؤلاء يقصدون هذا الميناء من مناطق مختلفة على مراكبهم.
وقد أوفد ملك تومبوكتو نائبا عنه لكي ييسر للسكان المقابلات الملكية وتوفير مشقة مسيرة اثني عشر ميلا (٤٩).
وفي الوقت الذي كنت فيه في كاباره ، كان هذا النائب قريبا للملك ويدعى أبا
__________________
(٤٦) وربما كان ذلك فى عام ١٥١٢ م.
(٤٧) يوجد من هذه الخضرة حاليا فى غرب المدينة وهي مجتمعة حول الآبار.
(٤٨) لا تقع كاباره على نهر النيجر ذاته ، ولكن كما قيل آنفا ، على ذراع من هذا النهر ، يؤلف قناة طولها ١٧ كم مما يسمح بالوصول إلى تومبكتو عن طريق الماء فى وقت الفيضان ، بين منتصف كانون الأول (ديسمبر) وشباط (فبراير) ، ولكن عن طريق البر لا تبعد هذه المدينة أكثر من ٧ كم عن الأخرى. وهذه الملاحظة تسمح بالافتراض بأن المؤلف قد ذهب من مدينة لأخرّى بالقارب بين منتصف كانون الأول (ديسمبر) ومنتصف شباط (فبراير) وربما كان ذلك سنة ٩١٨ ه / ١٥١٢ ـ ١٥١٣ م.
(٤٩) وهو كاباراكوتي ، المسئول عن شرطة الميناء ومراقبة نقل البضائع من كاباره إلى تومبوكتو ، سواء بواسطة الحمالين أو على ظهور الحمير ، فى الفصل الجاف ، أو بواسطة المراكب في فترة الفيضان H.Lhote.