كانو
كانو (٧٠) إقليم كبير على مسافة خمسمائة ميل تقريبا إلى الشرق من النيجر (٧١). ويضم هذا الإقليم أقوامأ تسكن قرى وتعيش إما من تربية الأغنام والأبقار ، وإما من زراعة الأرض. ونجد فيها جبالا خاوية مليئة بالغابات والعيون. وفي هذه الغابات الكثير من شجر البرتقال والليمون البرية وتحمل ثمارا ذات مذاق لا يختلف كثيرا عن مذاق البرتقال والليمون المزروع.
وفي وسط هذا الإقليم مدينة استمد منها الإقليم اسمه. ولها جدار سور ، مبني من عواميد ومن طين. والبيوت مبنية من نفس المواد. ويتألف السكان من صناع متمدنين ومن تجار أغنياء. وقد كان ملكهم في الماضي قويا جدا. فكان لديه بلاط هام والعديد من الفرسان ، حتى لقد جعل من ملك زقزق ومن ملك كاسينه تابعين له. ولكن آسكيا ملك تومبوكتو (٧٢) تظاهر بأنه يريد القدوم لنجدة هذين الملكين فقتلهما غدرا واحتل مملكتيهما. وبعد ثلاثة أعوام أعلن الحرب على ملك كانو ، ثم أجبره ، بعد حصار طويل ، على التزوج بإحدى بناته ، وبأن يدفع له كل سنة ثلث دخله ، وترك في المملكة بضعة نواب وجباة لاستيفاء حصته من الضرائب.
كاتسنه ومملكتها
كاتسنه (٧٣) مملكة مجاورة للسابقة من الشرق ، وتتضمن الكثير من الجبال (٧٤) وأراضيها وعرة ، ولكنها جيدة للشعير والدخن. والسكان حالكو السواد. ولهؤلاء السكان أنوف غليظة بشكل قبيح وشفاه سميكة. وكل الأماكن المسكونة في هذا القطر هي قرى صغيرة مؤلفة من أكواخ القش ولجميعها منظر كريه. ولا يتجاوز سكان أية قرية ثلاثمائة أسرة. وهنا يجتمع الفقر والدناءة. وكان هؤلاء السكان في الماضي تحت
__________________
(٧٠) كانو مدينة هامة في بلاد الهوسا في جمهورية نيجيريا.
(٧١) ٨٠٠ كم.
(٧٢) نفس الملاحظة السابقة ، أي المقصود هو آسكيا الحاج محمد.
(٧٣) تقع كاتسنه على مسافة ١٦٠ كم شمال غرب كانو.
(٧٤) في الحقيقة لا يتعدى الأمر بضع قباب صخرية متواضعة الارتفاع.