حكم ملك ، ولكن هذا قتل على يد آسكيا ، وفني نصف السكان ، وأصبح آسكيا سيد المملكة كما سبق أن قلنا (٧٥).
زقزق ومملكتها
وهي بلد تتاخم كانو نحو الجنوب الشرقي (٧٦). ولكنها تقع على مسافة مائة وخمسين ميلا تقريبا عن كاتسنه (٧٧). وأهلها من الأغنياء الذين يزاولون التجارة فى كل المنطقة. وتنقسم هذه المنطقة قسمين : أحدهما حار جدا والآخر بارد (٧٨) حتى إن السكان لا يستطيعون احتماله في الشتاء ، فيضعون في أرضية أكواخهم مواقد كبيرة يوقدون فيها الكثير من الجمرات ويضعونها تحت سررهم المرتفعة نوعا ما وبذلك ينامون. وتنتج أراضيها فواكه وتكثر فيها المياه والغلال ، وتتشابه البيوت والقرى مع البيوت التي تكلمنا عنها آنفا. ويوجد فى هذه البلاد ملك مستقل ولكن آسكيا قتله وأعلن نفسه أيضا ملكا على هذه المملكة.
زنفاره
زنفاره منطقة تتاخم المنطقة السابقة الذكر من الشرق. ويسكنها بضعة أقوام أجلاف ومنحطين. وتتوافر الحبوب فى هذه البلاد وكذلك الأرز والدخن والقطن. وسكان زنفاره طوال القامة ولكنهم سود فاحمون مع وجوه طويلة كالبهائم ، ويقتربون
__________________
(٧٥) نفس الملاحظة السابقة رقم (٦٩) فيروي «تاريخ السودان» (ص ١٢٩) الوقائع كما يلي :
«في أواخر العام الثاني من حكمه (١٩ آذار ـ ١٥١٢ و ٩ آذار ١٥١٣) قام الأمير (آسكيا الحاج محمد) بحملة إلى كالشنه ، وعاد منها في ربيع الأول من العام العشرين ١٥ أيار (مايو) ـ ٦ حزيران (يونيو) ١٥١٣ م». ولا تذكر المصادر السونغائية أن كاتسنه كانت تابعة لامبراطورية غاءو ، ولكن هذا ما تؤكده مصادر الهوسا. انظر في هذا الموضوع : ١. اورفوا ، وتاريخ سكان السودان الأوسط. ص ٣٢. وهذه الفقرة عن كاتسنه مفقودة في ترجمة تامبورال ـ ه. ل.H.Lhote.
(٧٦) تقع زقزق أو زاريا إلى الجنوب الغربي من كانو. وزقزق أو زازّاء إنما جاء من اسم عاصمتها ، وكانت مأهولة بالأصل بقوم الهوسا الذين أجلوا في القرن السابع الميلادي نحو منطقة يوبيّه على يد جماعة كيسارا ، القادمين من الشرق ، وربما من مصر. ويعود تحولها إلى مملكة إلى القرن الحادي عشر ، وكانت عاصمتها حينئذ ريكيشي ، ثم ووششري. وفي النصف الأول من القرن الخامس عشر اجتاح المنطقة أناس قادمون من فوتاتورو ، وعلى رأسهم امرأة اسمها باكاء وتورونكو. وحملت العاصمة اسمها. ولا تزال خرائبها ماثلة للآن إلى الجنوب من زاريا. وقد تأسست هذه حوالي العام ١٥٣٥ على يد الملك الزقزقي الثاني والعشرين ، وقد تلاشت أسرته حوالي العام ١٨٠٢ م وحل محلها كما يظن أسرة من البهل (أنظر. اورفوا. تاريخ سكان السودان الأوسط. ص ٢٣١) ـ ه. ل H.Lhote.
(٧٧) وتتاخم هذه الأراضي نيجيريا الحالية.
(٧٨) تتمتع هضبة يوشي وحدها بحرارة لطيفة نسبيا نظرا لارتفاعها النسبي.