من الحيوان أكثر من الإنسان. وقد دسّ آسكيا السم لمليكهم وأباد قسما كبيرا من شعبه(٧٩).
مملكة وانغاره (٨٠)
وهي منطقة تتاخم المنطقة السابقة من الجنوب الشرقي (٨١). ويسكن هذه المنطقة شعب كبير ، يحكمه ملك يستطيع أن يعبىء سبعة آلاف من المشاة المسلحين بالقسي وحوالي خمسمائة فارس من الغرباء. ويجني دخلا كبيرا من رسوم البضائع ومن الرسوم التجارية. وكل الأماكن المسكونة عبارة عن قرى من القش ، باستثناء واحدة ، أكثر اتساعا وجمالا من الأخريات. والسكان أغنياء كثيرا لأنهم يذهبون مع بضائعهم لأقطار بعيدة ولأنهم يجاورون ، من الجنوب ، البلاد التي يوجد فيها الذهب بكمية كبيرة. غير أنهم لا يستطيعون اليوم ممارسة هذه التجارة الخارجية ، لأن لهم عدوين قويين وقاسيين هما آسكيا من الغرب وملك بورنو من الشرق. وعندما كنت موجودا في بورنو ، قام ملك هذه المملكة ، إبراهيم (٨٢) بجمع كل جيشه لمهاجمة ملك وانغاره. ولكن عندما وصل مقتربا من هذه المملكة بلغه أن عماره ، أمير غاءو ، يتجهز للسير على بورنو ،
__________________
(٧٩) تقع بلاد زنفاره أو زمفاره إلى الجنوب من غوبر وشمال غرب كاتسنه التي تفصلها عن زقزق ، وهي أكثر من ذلك إلى الجنوب ، وسكان هذه الدولة الصغيرة من أصل مجهول ، وربما كانوا سونغائي أو كانوري ، وقد اتخذوا فيما بعد لغة وعادات الهوسا. والحسن الوزان هو أول من أورد ذكرهم ونعرف القليل من الأشياء عن تاريخ هذه الأمة. وقد كانت لهم نزاعات ، في مناسبات عدة ، مع الطوارق الذين كانوا يذهبون لمزاولة التجارة في كبّي. وفقد هؤلاء استقلالهم حوالي أواسط القرن الثامن عشر الميلادي (انظر. أ. أورفوا ، تاريخ سكان السودان الأوسط. ص ٢٤٥) ـ ه. ل Lhote H ..
(٨٠) وانغارا «هذه الغوانغاره أو وانغاره ، ليست كما ظن بارث ، هي وانغارا الحقيقية في الغرب ، أي امبراطورية مالي. بل هي دولة نشأت في بلاد الهوسا في القرن الثالث عشر ، حول مهاجرين وفدوا من وانغاره والتي ظلت خلال ثلاثة قرون أقوى دول الهوسا وأكثرها نشاطا. ونشاطها التجاري كان على قدر من الأهمية. وقد اندمجت في القرن الخامس عشر مع مملكة كاتسنه المتوسعة». (مذكرة. أ. أورفوا «تاريخ امبراطورية البورنو» مذكرة بجث إيفان ، رقم ٧. اريس. دار لاروز ١٩٤٩ م ص ٦٧ هامش ٥)
(٨١) سيقول المؤلف فيما بعد أنها تقع إلى الغرب من بورنو. ويبدو أنه يقصد تسّاوه ، الواقعة شمال شرق زنفاره ، وشمال كانو ، وشمال غرب بورنو. ويوجد موقع في تساوه يدعى غمفاره. ويدل اسم وانغاره في أيامنا هذه على مجموعة من تجار من الهوسا مبعثرين فى هذه الأقاليم السودانية. ومن المحتمل أنهم أحفاد مهاجرى القرن الثالث عشر ـ ه. ل Lhote H ..
(٨٢) استنادا إلى أ. أورفوا (تاريخ بورنو. مذكرة إيفان. باريس ـ لارز ١٩٤٩ م ص ٦٧). وهنا وقع الحسن الوزان فى خطأ. فقد كان هناك ملك واحد حكم من ١٤٣٢ إلى ١٤٤٠ واسمه إبراهيم.