واللجامات ، وكلها مصنوعة من الذهب (٩٢) ، كما أن القصعات والأواني الأخرى التي يستخدمها لطعامه وشرابه هي أيضا من الذهب الخالص. غير أن هذا الرجل ، كما سبق أن قلنا ، بخيل جدا ويرجح التسديد بالرقيق وليس بالذهب.
ويضع تحت سلطته بضع ممالك. ولكن كل البلاد التي يسيطر عليها تسمى بورنو عند البيض ، إذ لم تحدث رحلات كافية في هذه البلاد لمعرفة خصائصها وإطلاق اسم خاص على كل منها. وهذه هي حالتي على الخصوص لأنني لم أمكث فى هذا الإقليم سوى شهر تقريبا (٩٣).
غاوغه ومملكتها
وهو إقليم يتاخم إقليم بورنو من الغرب ، ويمتد شرقا حتى حدود مملكة نوبيا ، التي تقع على النيل ، وتنتهي جنوبا بصحراء تتاخم أيضا عكسا يصنعه النيل ، وتمتد شمالا حتى صحراء سيرت وحدود مصر. وهي تمتد غربا فى شرق على مسافة خمسمائة ميل تقريبا. وعرضا على نفس المسافة تقريبا (٩٤).
__________________
(٩٢) تكون قطع تجهيزات الخيول ، كاللجامات والأعنة والركابات ومسند السرج ، مزدانة بصفيحات من نحاس منقوشة برسوم تزيينية ، مثقبة ومضغوطة لتعطي أجمل شكل. وربما يريد المؤلف أن يحكي لنا عن هذا البذخ الفريد جدا فى التجهيزات ، ومن المتوقع أن يكون جهاز حصان السلطان مجهزا بصفائح ذهبية ، لأن هذه الصفحات رقيقة للغاية ، ولأن الكمية اللازمة من هذا المعدن الثمين ليست كبيرة جدا.
(٩٣) لقد انحدر البورنوويون من بربر زغاوة الذين يعتبرهم ابن خلدون منحدرين من هواره والذين أشار إليهم الإدريسى فى جوار آيير (نيتشامان). ويعتقد أنهم قدموا إلى بورنو حوالى القرن التاسع الميلادي حيث تهجنوا مع زنوج ساءو الذين كانوا يقيمون هنا ، وعن هذا الخليط نتج الكانوري ، الذين يمثلون النموذج الزنجى غير الفاحم. وإذا قبلنا أن هذه الموجات قد استمرت حتى القرن الثالث عشر الميلادى فمن الممكن القول أنه كانت هجرات قبل القرن التاسع الميلادى بكثر ، لأنه من المعتقد أن قبائل بيضاء ، من أصل ليبى ، سبق لها أن وصلت إلى التشاد حوالى مطلع التاريخ الميلادى. وفى القرن الثالث عشر كانت دولة كانم ـ بورنو تسيطر على كل منطقة التشاد. وبعدئذ تعرضوا للاجلاء غربا على أيدى البولاله ، وراحوا يستقرون على ضفاف نهر بوبه. وبعد مرور فترة غير زاهرة كثيرا ، توحدت قبائل الكانورى من جديد بقيادة ماى على غازى دوناغام ، حوالى عام ١٤٧٧ ، وهو الذى عرف كيف يعطى مملكته بريقا لم تدركه أبدا في السابق واستمرت شهرتها هذه حتى القرن الثامن عشر. وبقيت مملكة بورنو حتى عام ١٨٩٣ ثم انضوت تحت سلطة السلطان رباح (انظرا. أورفوا. تاريخ شعوب السودان الأوسط ، ص ٣٢١) ه. ل H.L hote.
(٩٤) من الطبيعى أن تكون هذه الحدود مبالغا فيها. فمملكة بواله ، المعروفة باسم غاوغه ، كانت تتاخم فى اتجاه كانم من الغرب ، مملكة بورنو فعلا : ولكن حدودها من سائر الجهات الأخرى كانت غامضة جدا ، ففى الشرق ، حيث لم تكن مملكة النوبة قد قامت فعلا قبل ١٥٠٤ كانت القبائل العربية تتوغل حينئذ حتى دارفور ، ولأبعد من ذلك. ولكنها توقفت فى الشمال فى صحراء مأهولة بالتبو ، وفى الجنوب كانت القبائل العربية تتوغل حينئذ حتى دارفور ، ولأبعد من ـ