لطلاب الآداب وبضع زوايا للمتعبدين الذين قصدوها ورعا.
وللمدينة شكل مربع ، مع أربعة أبواب ، أحدها يتجه نحو الشرق ، من جهة النيل ، والآخر نحو الجنوب ، نحو بحيرة تدعى البحيرة ، والثالث غربا من طرف صحراء برقة ، والرابع نحو الجبهة الشمالية حيث يقوم الميناء (٤١) وهو باب البحرية حيث يقوم الحراس وموظفو المكس الذين يفتشون الناس حتى في داخل سراويلهم (٤٢) لأن مكس هذه المدينة يتقاضى رسوما تبلغ نسبة مئوية معينة على الدنانير ذاتها كما لو كانت بضائع. هذا ويوجد أيضا قرب الأسوار بابان متصلان أحدهما بالآخر بواسطة شارع عريض. وقلعة منيعة جدا واقعة عند مدخل الميناء المسمى المرسى البرجي ، أي ميناء البرج ، وفيه ترسو أكثر السفن جمالا ، وكذلك أكثرها أهمية كمراكب البندقية والسفن الجنوية والراقوزية (٤٣) ، وكذلك المراكب الأوربية الأخرى (٤٤). وتشاهد عادة في الإسكندرية سفن قادمة حتى من الفلاندر ، وانكلترا ، وبسكاي ، والبرتغال ومن كل السواحل الأوربية ، ولكن أكثرها عددا هي السفن الإيطالية ولا سيما سفن بوليا وصقلية ، وكذلك سفن اليونان ، أي التي تأتي سوية إلى هذا الميناء كي تكون في مأمن من القراصنة ومن العواصف. وهناك ميناء آخر يدعى ميناء السلسلة حيث ترسو السفن القادمة من بلاد البربر ، ومن جربة ومن أمكنة أخرى (٤٥).
__________________
(٤١) كان للمدينة المسورة شكل مستطيل متطاول ، والباب الشمالي ، وهو باب البحرية ، كان يطل على الميناء القديم ، أو الميناء الغربي ، ومن الشرق باب رشيد ، وكان يطل على الطريق المؤدية إلى النيل ، وإلى الجنوب الباب الذي كان المصريون يسمونه باب سدره ، وهو باب البهار عند الأوربيين ، وكان على طريق بلاد المغرب ، والباب الرابع هو باب الجنوب الذي كان يطل على القرافة ، أي المقبرة.
(٤٢) «يتفق الحسن الوزان في هذه الملاحظة مع ابن جبير ، وابن بطوطة» (المترجم).
(٤٣) نسبة إلى راقوزة في صقلية عاصمة إقليم سيراكوزة ، وتشتهر بمصانع القطن والصوف.
(٤٤) لم يترك الشارع المذكور ولا البابان أي أثر. أما القلعة ، وهي حصن قايتباي الحالي ، فقد شيد فوق شبه جزيرة ، في موقع الفنار المشهور ، الذي أتى على آخر بقاياه زلزال حدث في أواسط القرن الرابع عشر ، وقد بناها السلطان سيف الدين قايتباي الأشرف الذي حكم بين ١٤٦٨ و ١٤٩٦ م. ومرسى البرج هو الميناء الكبير لدى القدامى شرقي المنار ، وهو اليوم خليج صغير بسيط.
(٤٥) وهو ميناء أو توستوس في العصر القديم ، وكان الأوربيون يسمونه حينذاك الميناء القديم ، وهو الذي دعي مرسى السلسلة ، لأن الموانىء كانت تغلق بالسلاسل. وكان قلعة في النصف الثاني من القرن الخامس عشر.