مدينة طيبة
طيبة (٥٩) قديمة جدا بنيت على النيل ، على الضفة البربرية (٦٠). ويختلف المؤرخون فيما بينهم بالنسبة لمؤسسيها. فالبعض يرى أن المصريين هم الذين أسسوها ، ويقول آخرون إنهم الرومان ، والبعض الآخر يقول الإغريق. ويعثر فيها الآن على كثير من الكتابات بالحروف اللاتينية أو الإفريقية أو المصرية. ولا تحوي هذه المدينة في زمننا أكثر من ثلاثمائة أسرة ، ولكنها مزدانة ببيوت جميلة. ويكثر فيها القمح والرز والسكر وذلك النوع من الثمر الذي يدعى الموز وهو ممتاز. وفيها بعض الصناع والتجار ولكن الأكثرية هم من الزراع. وعند ما يتجول الإنسان بالبلدة خلال النهار لا يجد فيها سوى النساء اللواتي لا يقل لطفهن عن جمالهن. ومزارع النخيل حول البلدة واسعة جدا حتى أنه لا يمكن رؤية هذه البلدة إلا عند الاقتراب من جدرانها. هذا كما تحوي الكثير من مزارع الشجر التي تنتج العنب والتين والدراق ، وتنقل كمية كبيرة من هذه الفواكه إلى القاهرة.
ولا تزال في خارج المدينة بقايا عديدة من أبنية قديمة ، على شكل أعمدة وكتابات ، وجدران مبنية بحجارة منحوتة ضخمة. ويستخلص من هذا أنها كانت مدينة كبيرة جدا نظرا لاتساع أطلالها (٦١).
مدينة فوّة
فوة مدينة قديمة بناها المصريون (٦٢) على الضفة الآسيوية من النيل ، على مسافة خمسة وأربعين ميلا (٦٣) جنوب رشيد. وهي آهلة جدا بالسكان ، متمدنة ، ومزدهرة
__________________
(٥٩) مدينة لم يكن تشخيصها بعد.
(٦٠) أي الغربية أو اليسرى.
(٦١) لا نعرف أين كانت تقع مدينة طيبة الشهيرة في عصر المؤلف ، ولكن ليس هناك أية بلدة على الضفة اليسرى لهذا الفرع من النيل ينطبق عليه هذا الوصف. وتوجد على الضفة اليمنى التي يسميها المؤلف آسيوية ، وتوجد قرية متوبي ، أو ميتوباس ، والتي يقارب اسمها اسم طيبة ، والآثار القديمة الوحيدة ، والتي هي بالفعل قليلة الأهمية ، هي أطلال سائيس ، الواقعة بعيدا في عالية متوباس «وتسمى حاليا صالحجر» (المترجم)
(٦٢) ويقصد بهم قدامى المصريين قبل الفتح الإسلامي.
(٦٣) ٧٢ كم.