مخصصة سواء لأسرة السلطان ذاته ، أو لنسائه ، أو لمحظياته ، أو لخصيانه ، أو لحرسه ، وكان البعض منها مخصصا لولائم السلطان الرسمية أو لاستقبال السفراء ، وحيث تقام احتفالات الأفراح الكبرى. وكانت هناك قصور أخرى مخصصة للموظفين المكلفين بإدارة البلاط. ولكن كل ذلك اختفى الآن. فقد ألغى السلطان سليم كل ذلك (١١٠).
عادات وثياب وتصرّفات سكان القاهرة وأرباضها
سكان القاهرد أناس لطفاء ومرحون. وهم لا يبخلون بالكلمات الطيبة ، ولكنهم لا يصنعون الكثير من الأشياء ، كما هو مألوف في كل مدن القانونية الكبرى. ويزاولون التجارة والصناعة ، غير أنهم لا يخرجون من بلادهم. وينصرف كثير منهم لدراسة الشريعة ، والقليل منهم لدراسة الآداب. وعلى الرغم من أن المدارس تكون دائما مليئة بالطلاب ، فليس هناك سوى عدد قليل منهم من الذين يحصلون على فائدة من ذلك.
ولأهل القاهرة هندام حسن. ففي الشتاء يلبسون أقمشة صوفية وبعض الثياب المحشوة بالقطن ، أما في الصيف فيلبسون قمصانا طويلة من قماش رقيق وفوقه نوع من ثوب من قماش مصنوع من حرير ومقلم بالألوان أو ثوبا من الحرير ويضعون فوق الرأس عمائم كبيرة من قماش الكريب والمستورد من الهند.
ويظهر البذخ على لباس النساء ، فهن يخرجن متبرجات بالحلى التي يلبسنها على شكل أطواق على الجبين وفي العنق. ويضعن فوق رءوسهن عصابة غالية الثمن ، ضيقة تعلوها ريشة (١١١) على شكل أنبوب. وتتألف كسوتهن من ثوب من جوخ ذي أكمام طويلة. وتختلف طبيعة القماش ، ولكن الثوب يكون مفصلا بعناية ومزدانا بتطريزات بديعة. ويلففن جسومهن بوشاح من قماش القطن الرقيق جدا والشديد النعومة والمستورد من الهند. ويضعن على وجوههن برقعا صغيرا أسود اللون من قماش غاية في
__________________
(١١٠) لقد كانت قلعة الجبل هذه عبارة عن مدينة ملكية حقيقية. وقد كتب الرحالة جان تينو والمعاصر للمؤلف «لم يكن قصر السلطان أقل اتساعا من مدينة أورليئان».
(١١١) حوالي ٢٢ سم.