عسكر السّلطان
كانت عساكر السلطان تقسم أربعة أصناف.
الأولى وتضم الخساكية (١٥٣) اي الفرسان. وكانوا عبارة عن نخبة في مهنة السلاح ، وكان السلطان يختار من بينهم قواده وولاته في المدن ، وكان ينال البعض منهم راتبا نقديا من الخدمة الملكية ، بينما كان البعض الآخر يقبض عوائد القرى والقصور (١٥٤).
أما العسكر من الصنف الثاني فكانوا يسمون السيفية : وكانوا مشاة لا سلاح لهم غير السيف. وكان راتبهم يأتي أيضا من ميزانية السلطان (١٥٥).
وكانت الفئة الثالثة تدعى القرانصة ، أي الذين ينتظرون. وكان هؤلاء فضلا عن كونهم من الجيش ذي الراتب ، كانوا أيضا معفين من أية ضرائب أخرى. فعندما كان يموت مملوك ذو مرتب ، كان أحد هؤلاء يعيّن في مكانه (١٥٦) وكان هناك جنود آخرون يدعون الجلب (١٥٧). وكان هؤلاء عبارة عن مماليك انخرطوا حديثا في سلك الجندية من الذين لا يعرفون التركية ولا العربية ، ولم يقدموا بعد ما يدل على أن لهم مكانة يعتدبها.
__________________
(١٥٣) ومفردها خسّاكي.
(١٥٤) كان هؤلاء الخساكية في الواقع من المماليك الذين يثق بهم السلطان ، فكانوا في صحبته عند ما يكون بلا عمل ، وكان يعهد اليهم بالقضايا الشخصية.
(١٥٥) وهم مماليك السلطان السابق الذين ورثهم السلطان الجديد ، لأن المماليك لم يتخلصوا ابدا من كونهم عبيدا.
(١٥٦) لم يتوضح تركيب تنظيم الجيش المملوكي في هذا النص ، ولكن المماليك القرانصة ، او القرناصية ، وهي كلمة أجنبية الأصل كان من المفروض أن يكونوا من قدامى المحاربين ، في حين يعتبرهم المؤلف من الجند في مرحلة التمرين.
«وفي حلب مدرسة قديمة تدعى القرناصية وتعود للعهد المملوكي» (المترجم).
(١٥٧) الجلب ، عبارة تنطبق على الرقيق الدين جلبوا من عهد قريب. «وكلمة جلب تعني في بلاد الشام غير محلى ، أو مستورد» (المترجم).