مسافة ستة أميال على الطريق بين هذه المدينة وبين القاهرة يوجد الكثير من البساتين وحدائق النخيل ، ولكن من هنا إلى ميناء سيناء لا يوجد أي مكان مأهول على مسافة مائة وأربعين ميلا (١٧٣).
وسكان الخانقاه واسعو الثراء لأن المسافرين يتجمعون فيها بقصد السفر في القافلة (١٧٤) الى بلاد الشام. ويشتري هؤلاء المسافرين منها اشياء مختلفة تأتي من القاهرة ، إذ لا ينبت شيء في خانقاه فيما عدا النخيل. وينطلق منها طريقان رئيسيان ، الاول يذهب الى جزيرة العرب والآخر الى بلاد الشام. وليس لها من موارد اخرى للماء سوى ما يأتي اليها بواسطة القنوات من فيضان النيل وينتشر الماء في السهل حيث يشكل بحيرات صغيرة ، ومنها يجر الماء الى المدينة بواسطة سواق ويدخل في الصهاريج والخزانات (١٧٥).
المعيصرة
وهي مدينة صغيرة على ضفة النيل ، على مسافة ثلاثين ميلا من القاهرة. وتنبت هنا كمية كبيرة من السمسم ويوجد في المدينة بضعة طواحين تستخرج الزيت من حبات السمسم. وكل السكان زراع باستثناء بعضهم الذين يعملون في دكاكين (١٧٦).
بني سويف
بني سويف مدينة صغيرة بنيت على الضفة الإفريقية للنيل على مسافة مائة وعشرين ميلا من القاهرة (١٧٧) وهي محاطة برقعة كبيرة من الأراضي الزراعية الممتازة حيث تجود فيها زراعة الكتان والقنب. والكتان فيها من الدرجة الاولى ، حتى إنه ليصدر منه إلى تونس في بلاد البربر. ويصنع منه قماش مدهش لنعومته ومتانته. وتستمد مصر كل حاجاتها من هذا الكتان. ويقرض النيل باستمرار أرض هذه المنطقة
__________________
(١٧٣) او ٢٢٤ كم ، وميناء سيناء هو القلزم او السويس الآن.
(١٧٤) ولكنها ليست نفس محطة الذهاب إلى الحج الى مكة.
(١٧٥) «يطلق عليه الصهريج او الخزان وفى اللهجة التونسية الماجن وجمعه مواجن» (المترجم).
(١٧٦) في الحقيقة تقع المعصرة على مسافة ١٢ ميلا أو ٢٠ كم ، بالطريق النهري ، ابتداء من ميناء بولاق. وقد استعمل المؤلف هنا تصغير المعصرة ، أي المعيصرة.
(١٧٧) حوالي ٧١ ميلا أو ١٢٥ كم.