أمير المنشية بدأ يحيطه بجدار. ثم راح ينبى فيه بيوتا لإسكان الصناع والتجار من مختلف المهن وجاء هو بنفسه ليسكن هنا ، مجذوبا بجمال بعض مزارع الأشجار الجميلة الواقعة فوق التلال بجوار الدير. غير أن البطريرك اليعقوبي اشتكى للسلطان ، حتى لقد اضطر أن يبنى ديرا آخر في المكان الذي كانت فيه المدينة القديمة ، ومنحه دخلا كافيا لمعيشة ثلاثين راهبا بصورة لائقة.
الخيام
الخيام (١٩٦) مدينة صغيرة مبنية على النيل في عهد المسلمين. ولا يسكن فيها سوى نصارى يعاقبة وهم جميعا مزارعون ويربون الدجاج والأوز. ولديهم أيضا أعداد لا تحصى من الحمام ، حتى أنك لو قدّمت لهم قطعة نقد قيمتها حوالي درهمين لأعطوك عشرة من الطير. ويوجد بضعة أديرة نصرانية تقدم الطعام أيضا للأغراب. ولا يوجد في هذه المدينة من المسلمين سوى الوكيل وأسرته.
دندرة
دندرة (١٩٧) مدينة بناها قدامى المصريين على ضفة النيل ، على مسافة أربعمائة ميل من القاهرة (١٩٨). وقد خربها الرومان ولا يرى منها اليوم أي شيء سوى أطلال ضخمة. وقد نقلت أفضل مواد البناء منها إلى إسنا التي سنتكلم عنها بعد قليل. ويعثر في هذه الأطلال على الكثير من المداليات الذهبية والفضية وكذلك الكثير من قطع الزمرد (١٩٩).
قنا
قنا مدينة قديمة بنيت على النيل تجاه دندرة. وهي محاطة بسور من الطوب
__________________
(١٩٦) جمع خيمة ، بلدة على ضفة النيل اليمنى على مسافة ٣٥٩ ميل أو ٥٧٧ كم من القاهرة.
(١٩٧) أطلال معبد دندرة الفرعوني.
(١٩٨) تقع دندرة على مسافة ٤١٧ ميل من القاهرة على الطريق النهري أي ٦٧١ كم ، وهي على الضفة اليسرى.
(١٩٩) والمقصود بذلك بلا ريب أطلال معبد الإلهة هاتور الفسيح ، قرب دندرة.