أكثر الأنهار والنباتات والحيوانات
شهرة في أفريقيا
يعالج هذا القسم جميع الأنهار ، والحيوانات ، وأكثر النباتات جدارة بالذكر في افريقيا. وسنتكلم أولا عن أكثر الأنهار شهرة في بلاد البربر بادئين من الغرب.
نهر تانسفت
التانسفت نهر كبير ينشأ في الأطلس قرب مدينة تدعى آنيماي ، إلى الشرق من مراكش (١) ويجري نحو الغرب من خلال سهول إلى أن يصب في المحيط ، في كورة آسفي ، في منطقة دكالة. وقبل أن يدرك البحر يتلقى بضعة أنهار أشهرها نهران : أحدهما يدعى آسيف المل ، الذي ينبع من جبل هنتاتة ، القريب من مراكش ، ثم يهبط في السهل إلى أن يلتحق بالنهر ، والآخر يدعى النفيس الذي ينبع أيضا من جبال الأطلس في أطراف مراكش ، ثم يجري في السهل الذي يطيف بمراكش ويصب في النهر.
ونهر التانسفت عميق جدا ، ولكن يمكن اجتيازه خوضا في بعض الأمكنة ، مع أن الماء يغطي ركابات الخيّال ويضطر الماشي إلى خلع ثيابه كي يقطعه. ويوجد قرب مراكش جسر بناه الملك المنصور (٢) وعليه خمس عشرة قنطرة (٣) وهو من أجمل الأبنية التي توجد في افريقيا. وقد تخربت ثلاث قناطر في عهد أبي دبوس ، آخر ملك وخليفة في مراكش كي يمنع عبور يعقوب ، أول ملك من أسرة مرين ، ولكن هذا لم ينفعه إطلاقا في شيء (٤).
__________________
(١) يقع نبع التانسفت ، أو رأس الماء ، على مسافة بضعة كيلومترات شمال غرب آنيماي ، التي تدعى اليوم سيدي رحّال ، الواقعة على واد ردوم رافد التانسفت.
(٢) لقد ابتدأت أعمال بناء الجسر يوم الأحد ٢٥ تشرين الأول (اكتوبر) ١١٧٠ م في عهد الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن والد المنصور.
(٣) الواقع له خمس وعشرون قنطرة ، وطوله ٣٥٠ م وعرضه ٥ م ، ولكن ربما تعرض لبعض التعديل منذ بداية القرن السادس عشر.
(٤) كان لا يزال أبو العلا ، الملقب بأبي دبوس ، يمارس سلطته بوصفه خليفة موحّديا شرعيا في منطقة مراكش عند ما قرر المريني ابو يعقوب يوسف بن عبد الحق ، الذي تم الاعتراف به ملكا في المنطقة الواقعة شمال نهر أم الربيع منذ ٣٠ تموز ـ