تسّاوين
تسّاوين هما نهران ينبعان من جبل غجدامه ويبعد الواحد عن الآخر ثلاثة أميال تقريبا. ويحمل كل من هذين النهرين نفس الإسم ، وهو تسّاوت بالمفرد وتسّاوين بالمثنى والجمع ، الذي يعني باللغة الافريقية تخوم (٥).
واد العبيد
ينبع هذا النهر من الأطلس بين جبال عالية وباردة ، ويمر من أودية سحيقة على تخوم هسكورة مع إقليم تادلة ، ويهبط في السهل متجها نحو الشمال إلى أن يصب في نهر أم الربيع ، وهو نهر كبير جدا ، ولا سيما في شهر أيار (مايو) على أثر ذوبان الثلوج في الجبل.
أم الربيع
أم الربيع نهر كبير جدا يتولد في الأطلس بين جبال عالية على تخوم تادلة ومنطقة فاس (٦) ويجري هذا النهر مخترقا سهل آداخسن (٧) ثم يجتاز خوانق ضيقة حيث يظهر جسر جميل بناه أبو الحسن ، رابع ملك مريني (٨). وبعد ذلك الجسر وفي اتجاه
__________________
ـ (يولية) ١٢٥٨ م ، قرر أن يحتل مراكش. وقام في أواخر تموز (يولية) ١٢٦٩ م بمحاولة ضد هذه المدينة ، ولكن قطع الجسر أدى إلى فشلها. ولكن أبا دبوس لاحق خصمه فقتل في معركة في دكالة يوم الجمعة ٣٠ آب (أغسطس) ، ١٢٦٩ م ، إذن لم يؤد قطع جسر التانسفت إلى الحيلولة دون نهاية أسرة الموحدين في مراكش.
(٥) هذان النهران هما واد الأخضر في الشمال وتسّاوت في الجنوب ثم إلى الغرب. وقد أعطى المؤلف في القسم الثاني اسم تسّاون للكتلة الجبلية حيث ينبعان منها ، وهما متباعدان أحدهما عن الآخر. والكتلة الجبلية هي جبل فتواكة وليس جبل غجدامه ، الذي يقع إلى الغرب أكثر من تسّاوت. وتسّاوين هو جمع تسّاوت ، وهي كلمة لا تعني شيئا في اللهجات البربرية في المغرب الأقصى ، ولكن يمكن ربطها بأصل لغوي وهو كلمة آسا ، ومعناها تجويف ، حوض ، واد.
(٦) ومعناه أم فصل الربيع أو أم العشب ، ولكن اللفظ المحلي هو مربعة. وربما كان هذا تشويها لهذا الإسم أو أنه اسم بربري قديم.
(٧) والآن سهل خنيفرة.
(٨) أبو الحسن علي ، حكم بين ١٣٣١ ـ ١٣٤٨ م وهو سادس سلطان مريني. والمقصود بلا شك الجسر المتهدم عند دشرة الواد ، والذي ربما تخرب سنة ١٥٤٥ م بعد أن ألحق الشريف أبو عبد الله محمد الشيخ ، سلطان مراكش ، هزيمة بسلطان فاس ، احمد الوطاسي ، على واد درنة ، الذي سقط بيده أسيرا. وبعد خمسة عشر عاما قامت أرملة السلطان محمد الشيخ ، وهي مسعودة بنت أحمد الوزغيتي الوار زازاتي ، وأم السلطان الشهير أبي العباس احمد المنصور الذهبي ، قامت ببناء جسر آخر يبدو أنه هو الذي تقع أطلاله على مسافة بضعة كيلومترات في سافلة الجسر السابق ، قرب زاوية الشيخ.