الحليب ومن الزبدة ، حتى أن الكثير منهم مصابون بمرض يسمى المورفيه (١٠). ويمكن اجتياز هذا النهر خوضا في كل وقت ، ومن بعض الممرات المعروفة ، إلّا في موسم الأمطار الكبرى أو عند ذوبان الثلوج. وهو يتلقّى عدة أودية صغيرة تنبع هي أيضا من جبال الأطلس.
السبو
السبو نهر ينبع من جبل يدعى سليلغو ، في الحوز ، اقليم مملكة فاس. وأصله من نبع كبير في غابة مخيفة. ويهبط من هنالك في واد بين جبال وتلال ، ثم يجري في سهل ويمر على مسافة ستة أميال (١١) من فاس. ويجتاز بعدئذ سهلا ويفصل الهبط عن آزغار. ويتابع مجراه إلى أن يصب في المحيط قرب منطقة تدعى المعمورة ، تبعد
بمقدار اثنين وعشرين ميلا (١٢) ، عن سلا وتصب بضعة أنهار في السبو. فبعضها يهبط من جبال غماره مثل الورغة والاودور (١٣) ، وبعضها يأتي من جبال تقع في إقليم تازه. ومجرى هذا النهر طويل ، ومياهه غزيرة ، ولكن توجد عليه ، مع ذلك ، نقاط عديدة يمكن عندها اجتيازه خوضا ، وهذا ما لا يمكن عمله في فصل الشتاء ولا في الربيع. وعندئذ يستعان بمراكب صغيرة لعبوره. وكذلك يصب في نهر السبو النهر الذي يخترق مدينة فاس والذي يحمل اسم نهر اللآلىء في لغة أهل البلاد (١٤). وتوجد في السبو كمية كبيرة من الأسماك ، ولا سيما في موسم سمك الآلوزalose كما سبق أن قلنا في أوضاع المعيشة في فاس ، حتى أن هذا السمك يكون فيها بثمن بخس.
__________________
(١٠) كانت تعني هذه العبارة حينذاك عدة أمراض تتميز بظهور بقع جلدية ، ومن بينها مرض الجذام ، ومن الصحيح أن الناس الذين يعيشون على السمك يكونون حسّاسين على الخصوص بهذه الأمراض.
(١١) ١٠ كم.
(١٢) ٣٥ كم. واستنادا إلى هذه المعطيات غير الواضحة التي يقدمها في كتابه الثالث ، فإن نهر السبو يجتاز منطقة فاس حتى ضواحي تنصور ، وهي منطقة أشار إليها أنها تقع إلى الشرق اكثر من الهبط ، ثم يفصل الاقليم المذكور عن منطقة فاس حتى المصب الحالي لنهر المكسّ ، وربما كان هذا نهر بونصر عند المؤلف. ولهذا اعتبره كحد فاصل بين الهبط وآزغار على مسافة قصيرة بين هذه النقطة وأخرى تقع جنوب شرق سوق الجمعة في بلاد بني مالك ، الواقعة في آزغار على الضفة اليمنى لنهر الورغة ، ثم يجتاز الآزغار ويعتبر مصبه ، من جديد ، حدا فاصلا بين آزغار وإقليم فاس. وتقع المعمورة في هذا الإقليم.
(١٣) الاودور رافد الورغة.
(١٤) وهو واد الجواهر ، وهو إسم وادي فاس ، وهو اسم لا يعرفه سوى المثقفين.