ويشكل السبو عند وصوله البحر مصبّا غاية في العرض ، وكثير العمق ، حتى لتستطيع السفن الضخمة أن تلج فيه ، كما برهن على ذلك الأسبان والبرتغاليون في عدة مرات. وهذا النهر صالح للملاحة تماما. ولكن نظرا إلى جهل أهل البلاد فليس فيه أية سفينة نهرية ولا أي مركب يستطيع أن ينقل أي شيء. ولو كان أهل فاس يستغلّون السبو في الملاحة ، لأدى هذا بالتأكيد إلى انخفاض سعر القمح بمقدار النصف. وقد لاحظت بالفعل أن نقل قمح أزغار إلى فاس يكلف نقل كل وسق منه ما يعادل ثمن القمح نفسه ، مع أن القمح يباع في فاس بثلث دينار حسب هذا الأسلوب في النقل. ولو كان القمح ينقل بطريق الماء لما بلغ ثمنه حينئذ ولا ربع دينار لكل وسق (١٥).
اللّكوس
اللّكوس أو اللّقس ، نهر ينشأ في جبال غمارة ويجري في اتجاه الغرب عبر سهلي الهبط وآزغار ، ويمر من قرب مدينة القصر الكبير ثم يستأنف سيره إلى أن يصب في المحيط إلى قرب مدينة الاعراش (١٦) في إقليم آزغار على تخوم الهبط. ويقع ميناء المدينة في مصب النهر ، ولكن من العسير جدا الولوج فيه ، وخاصة لمن ليس لديه أية خبرة.
ملّولو
ملّولو نهر ينبع من جبال الأطلس على تخوم مدينة تازه ودبدو ، ولكنه أقرب إلى دبدو. ويمر في سهول قاحلة ومتجففة تدعى تيرست وطفراته ، وبعد ذلك يصب في نهر الملوية (١٧).
__________________
(١٥) نحن لا نعرف ما كان يمثله الوسق في ذلك العصر ، وهي وحدة وزن يترجمها المؤلف بكلمة سوما الايطالية أي الحمل. ولكننا نعرف من جهة أخرى أنه من فترة رخاء في القرن السادس عشر كان الوسق من القمح يساوي في مراكش ربع مثقال. وحمل الجمل في «سوس» كان يزن ٢٣٧ كغم ، وسعر القمح في فاس كان كل مائة كيلو جرام منه تساوي فرنكين دهبا. فلو استخدمت الوسيلة التي يصفها الوزان وهي النفل بطريق الماء لبلغ ثمن هذه الكمية اقل من فرنك ونصف فرنك من الذهب.
(١٦) أو العرايش.
(١٧) هذا الوصف غير صحيح ، فنهر الملولو هو رافد أيسر لنهر الملويّة في حين ان سهل طفراته يقع على الضفة اليمنى. أما اسم نيرست فيبدو أنه قد اختفى من المنطقة.