الحصان الوحشي
يعتبر الحصان الوحشي حيوان صيد ، ولا يرى عيانا إلّا فيما ندر. وعند ما يصطاد عرب الصحراء واحدا ، يأكلونه ويقولون إن لحمه لذيذ لا سيما إذا كان الحيوان صغير السن. ولكن من النادر أن يمكن القبض على واحد بواسطة خيول عادية وكلاب. ولهذا تصنع فخاخ توضع فوق الماء الذي تقصده هذه الحيوانات للشرب وتغطى برمل.
وما أن يضع حيوان منها احدى قوائمه في هذا الفخ يتعرقل حتى ليضطر للبقاء في مكانه وهكذا يمكن القبض عليه (٥٦)(*).
اللمت (٥٧)
وهو حيوان يشبه الثور من حيث شكله ، ولكنه أصغر حجما ، وقوائمه وقرونه أكثر دقة. ويكاد يكون لونه أبيض ، غير أن أظلافه سوداء فاحمة. ويتصف بسرعة قصوى ، بحيث لا يوجد حيوان يتجاوزه في الطراد ، باستثناء بعض الخيل البربرية كما سبق أن قلنا (٥٨). ويمكن قنصه بسهولة في الصيف لأنه يفقد أظفاره بسبب سخونة الرمل وبالتالي يفقد سرعة عدوه ، حتى يمنعه الألم من الركض. ولنفس السبب تصاد الوعول الكبيرة والغزلان. ويصنع من جلد اللمت تروسا شديدة المقاومة لا يخترقها شيء باستثناء قذيفة من سلاح ناري. وتباع هذه التروس بأسعار عالية جدا (٥٩).
الثور الوحشي
يشبه هذا الحيوان الثور ، ولكنه أصغر حجما. وتكاد تكون كل الثيران الوحشية
__________________
(٥٦) حيوان غير محدد ، ولكن بالتأكيد ليس هو حمار الوحشي المخطط الذي لم يوجد مطلقا في صحاري شمال المدار في لزمن التاريخي.
(*) [هناك طرق أخرى كثيرة لصيد الحصان الوحشي من أشدها غرابة طريقة كان يستخدمها بعض عشائر الهنود الحمر في أمريكا ، وقد شرحتها في كتابي عن «الهنود الحمر» (انظر صفحات ٦١ ـ ٧٢ من هذا الكتاب)] (المراجع).
(٥٧) اللمت أو وعل أوريكس أو المها.
(٥٨) وقد قال المؤلف قبل قليل أن اللمت يطارد بالخيول العربية.
(٥٩) لقد انقرض هذا اللمت. وكانت هذه الكلمة معرّبة منذ زمن طويل لأنها ترد مع أل التعريف دوما ، والمشهور عن لمت الصحراء الكبرى أنه كانت تصنع من جلده أفضل التروس.