البندقية ولا المدفع الصغير اختراقه الا بصعوبة.
ولقد شاهدت على جدران قنا اكثر من ثلاثمائة رأس تمساح معلقة ، وأشداقها مفتوحة ، شدق عريض جدا وكبير بحيث تستطيع بقرة كاملة ان تدخل فيه. وكانت الاسنان فيها حادة وطويلة. ومن عادة كل صيادي مصر أن يقطعوا رأس التمساح بعد صيده ويربطونه الى الجدار ، كما يعمل القنّاصون في الحيوانات المفترسة.
التنّين
يوجد الكثير من التنينات الضخمة في كهوف الاطلس. وهي حيوانات ثقيلة تتحرك بصعوبة لأن جزءا من جسمها ضخم جدا ، وهو الجذع ، في حين تكون الأجزاء الأخرى دقيقة جدا ، سواء من طرف الذيل أو من طرف الرأس. ولهذه الحيوانات سم زعاف. فإذا صدف أن مسّها أحد أو عضته فإن لحم عضلاته يصبح على الفور هشّا ويتراخى كالصابون ولا يمكنه أن ينجو منها (٨٧)
الهيدرة
الهيدرة ثعبان قصير ، ذو رأس وذيل دقيقين. ويوجد الكثير منها في صحراء ليبيا. وسمّها فعّال للغاية. وليس هناك من دواء لمن عضّته هذه الأفعى ، كما يقال ، سوى بتر الجزء المصاب بالعضة من العضو قبل سريان السم الى الاعضاء الأخرى (٨٨).
الضب
وهو حيوان يعيش في الصحارى (٨٩) وهو يشبه الجرذ في شكله ولكنه أكبر حجما.
__________________
(٨٧) يشارك المؤلف معاصريه في هذا المعتقد عن وجود التنين. وربما يمكن تفسير ذلك بكثرة رسوم هذا الحيوان على النقوش التزيينية التي ترجع للعصر الروماني القديم. والمقصود هنا الثعبان الدرفيل ، وهو حيوان ضخم وبطيء موجود فعلا في المغرب الأقصى.
(٨٨) يغلب على الظن ان المقصود في الأفعى ذات القرنين Cerastes Cornutus التي تتكاثر فعلا في بعض نطاقات السهب ما قبل الصحراوي وكانت الهيدرة تعتبر في القرون الوسطى كأنها حيوان مائي كما وصفها برونية لاتان في «كتاب الكنز» حوالي عام ١٢٦٥ م والذي ذكره بول ألوار في كتابه «أولى المنتخبات الحية من شعر الماضي» نشر دار سيجيرSeghers باريس ١٩٥١ ص ٤٦.
(٨٩) وهو جرذ يدعى الضب ويشتهر باسم دارج عامي هو جرذ النخيل ، مع أنه لا علاقة له بالنخيل ، ولكن منظر ـ