العيوب والأشياء المذمومة عند الأفارقة
مما لا ريب فيه ان لدى الافارقة من العيوب قدر ما لهم من المزايا ، ولكن لننظر ما إذا كانت هذه العيوب متفاوتة فى ظهورها.
فسكان بلاد البربر فقراء ومتغطرسون ، حقودون بدرجة لا مثيل لها. ويقال انهم يحفرون فوق الرخام عبارات السباب ولا ينزعون الغل من صدورهم. وهم غير موطيّ الأكناف لا يألفون ولا يؤلفون حتى إنه من النادر أن يستطيع الغريب سبيلا الى صداقتهم.
وهم على درجة من السذاجة تجعلهم يصدقون أيّ أمر مستحيل. والشخص العامى منهم يجهل تماما كل القوانين الطبيعية ، حتى إنه ليعتبر كل الظواهر الطبيعية مهما كانت كأنها أعمال ربانية. وهم غير منسجمين في أسلوب عيشهم كما في تصرفاتهم ، ويتعرضون للغضب كثيرا. وفي أغلب الأحيان نجدهم يتجاذبون أطراف الأحاديث المتعجرفة بصوت مرتفع. ومن النادر ألا يرى الإنسان في الشوارع المزدحمة شخصين أو ثلاثة وهم يتلاكمون بقبضات أيديهم. وهم من طبيعة حقيرة. وليس لأمرائهم مكانة يعتد بها حتى يمكن القول بأن الأمير فيهم هو أقرب الى الحيوان منه الى إنسان متحضر. وليس بينهم وجهاء ولا قضاة مكلفون بإدارة شئونهم أو بنصحهم على مسألة ما في سياسة أمورهم. وفضلا عن ذلك فهم محدود والتفكير وجهال في أمور التجارة ، فليس لديهم مصارف ، وليس لديهم شخص يتعهد بنقل البضائع من بلد لآخر ، فعلى كل تاجر أن يبقى قرب بضائعه وأن يسافر معها.
وهم من أكثر الناس بخلا حتى إن معظمهم لا يرغب الواحد منهم في ايواء غريب لا مجاملة ولا تقربا إلى الله. والقليل منهم أيضا الذين يردون المعروف لمن له عليهم فضل سابق. وهم اناس مفعمون بالقلق وسوداويون لا يتذوقون الدعابة. وهذا يعود الى اهتمامهم بمطالب الحياة المادية دون توقف. لأن فقرهم شديد وارباحهم هزيلة. ويعيش الرعاة (٢٣٠) في ضنك سواء في ذلك اهل الجبال منهم واهل السهول ، وذلك لقلة مواردهم فهم في بؤس مقيم وفاقة مزرية. وهم جفاة ، لصوص ، وجهال. ولا يسدودن ما سبق ان اقترضوه. والديوثون منهم اكثر من الذين يتصفون بالعفة. فكل الفتيات قبل زواجهن يستطعن ان يعشقن وان يتذوقن ثمرة الحب. وحتى الاب نفسه يقوم باستقبال عاشق ابنته
__________________
(٢٣٠) أي الشاوية.