على الكور وبالتالي عناصر جباية وإدارة ، لأنّ بغايا وستيف كانتا كورتين ، أي وحدتين إداريتين ، وإذا وجد وال عام وقد وجد فعلا بلقب أمير ، فهو مشرف على الكلّ وله مهامّ عسكرية بالأساس كما سنوضّح ذلك.
من المعروف أنّ الإدارة البيزنطية (١) قسّمت مقاطعة إفريقيا (الإيكزاركا) إلى ستّ دوائر إدارية مدنية كبرى على رأسها" برازيداس"praesides وهم بمثابة العمّال : " البروكنصلار" و" البيزاسان" (مزاق) وطرابلس ونوميديا وموريطانيا الأولى (طنجة) وموريطانيا الثانية. لقد بقيت بعض هذه التقسيمات من مثل طرابلس ونوميديا والسوس الأدنى والسوس الأقصى ، أمّا إفريقية ذاتها فلم تنشطر إداريا إلى شطرين شمالي وجنوبي. وتفتّتت هذه الأعمال الكبرى إلى كور ، واعتمدت الإدارة العربية على هذه الوحدة الصغيرة أكثر ممّا اعتمدت على التجمّعات الجهوية الكبرى التي قد تكون تستجيب إلى متطلّبات عسكرية أكثر ممّا تستجيب إلى متطلّبات جبائية أو إدارية محضة.
وحسب الأولوية التي تعطى إلى هذه أو تلك من المهامّ ، يقع الاعتماد على التقسيم الكبير أو الصغير بالرّغم من التّمييز النّسبي بين العمل العسكري والعمل الجبائي في الفترة البيزنطية كما في الفترة العربية.
فللظروف إذن قولها في الأمر.
فالزّاب كان من أوّل عهد الفتوحات ثغرا عسكريا مهمّا (٢) : فهنا قتل عقبة ، وهنا قامت المقاومة البربرية مع الكاهنة. والوعي بالذّات والمقدرة على المبادرة التاريخية كان موجودا من زمن الرّومان ، وهنا تكوّنت الممالك البربرية في عهد الرّومان ثم القندال والبيزنطيين (٣). لكنّ الممالك زالت ودخل أبناء الزّاب في دوّامة الفتوحات مع العرب ،
__________________
(١) Charles Diehl, Afrique Byzantine, I, p. ٠١١, II, pp. ٣ ـ ٢٩٤. إنّا لا نعتبر هنا صاردينيا.
(٢) كما ذكرنا سابقا ، لنا بأيدينا وزن من بلّور مؤرّخ ب ١٢٧ ه. نقش عليه اسم وال لميلة : Ann. de l\'Inst. d\'Et. Orient d\'Alger, III, ٧٣٩١, p. ٧.
(٣) Chs.Courtois ,Les Vandales et l\'Afrique.