إلى الألفية الأولى ، وتوضّح مصادر أخرى أجنبية وخاصة الإغريقية منها العهود السّفلى لسلالة السّاييت الأولى (القرن الثامن قبل الميلاد : ميناندر ، وأرستوديموس ، وفيلوكوروس وهيرودوت. ومن وجهة نظر الأرشيف أصبحت تكتب البرديات إما بالإغريقية وإما بالمصرية الشعبية وهي كتابة نسخية أكثر من الكهنوتية. وقد ورد مصدرنا الأساسي من البرديات من برديات يهود فيلة في حين وقع تحرير الأخبار الديموتية بين القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد.
ج ـ الفترة الممتدة من قيام البطالمة في مصر (نهاية القرن الرابع قبل الميلاد) إلى الفتح العربي (٦٣٩ م) ، وهي تغطّي الألفية التي تتميّز بأهمية المصادر الإغريقية من ناحية الحجم وببروز المنطقة الأثيوبية ـ الأريترية في حقل معرفتنا ، التي يحدّثنا عنها بوليب وسترابون وبلين القديم بدقّة نسبية منطوية على جانب من الجهل والسذاجة. ويمدنا عالم الطبيعة الروماني في «تاريخه الطبيعي» بجملة من المعلومات على العالم الأثيوبي تمسّ خاصة البضائع التجارية وطرق التبادل. من المؤكد أن هذا الكتاب هو كتاب تجميعي تتفاوت قيمته ولكنّه ثري بتفاصيل متنوعة. وتصبح معلوماتنا أكثر دقّة في نصف الألفية التي تلت ظهور المسيحية. ونعرف أن مصر ستصبح في القرن الثاني أهم مركز للثقافة الهلنستية ، ومن الطبيعي أن تنتج مؤرخين وجغرافيين وفلاسفة وآباء للكنيسة. وباعتبار أن مصر كانت مندمجة سياسيا في الإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية ، وجدت نفسها معنية بأمر عديد الكتابات اللاتينية أو الإغريقية الخارجية سواء كانت إخبارية أو أرشيفية (قانون تيودوز Code de Theodose مثلا أو مدوّنة تشريعات جوستنيان (Novellae de Justinien. ومن الملاحظ أن تيار البرديات لم ينضب. ومن هذه المجموعة الوثائقية برزت بعض الكتب ذات الأهمية الخاصة مثل جغرافية بطليموس (حوالى ١٤٠ م) (١) ، ورحلة بحر أريتريا (٢) وهي لكاتب مجهول قدّرنا أنه ألّف
__________________
(١) حول الجغرافيين الكلاسيكيين وما بعد الكلاسيكيين الذين تعرّضوا لإفريقية انظر