مصر ـ على مادة مصدرية ثرية بشكل خاص. وهو ما يعني أن استغلالا صارما ومحكما لهذه النصوص ـ نظرا لغياب اكتشافات محتملة ـ يمكن أن يأتي دائما بالكثير ، لذلك لا بد من التّعجيل إذن بالانغماس في عمل كامل لنقد النصوص وإعادة نشرها ومقارنتها بنصوص أخرى ، وهو عمل كان بعض الرّواد قد شرعوا فيه بعد ولا بد من متابعته.
من ناحية أخرى ، إذا كانت مصادرنا قد كتبت في إطار الثقافات «العالمية» والتي تتموقع بؤرتها خارج إفريقية ـ الثقافات الكلاسيكية والثقافة الإسلامية ـ فإن لها مزيّة كونها في معظمها مشتركة ، مما يمكنها إذن من أن تقرأ من منظور إفريقي ، ولكن مع ملازمة الحذر الضروري إزاء كل الافتراضات الإيديولوجية المسبقة ، ويصحّ هذا خصوصا على المصادر العربية التي ظلّت القاعدة الأساسية لمعرفتنا. ولا ينقص طابعها الخارجي نسبيا أو في المطلق بالنسبة إلى موضوعها من قيمتها ، إن لم يكن هذا بفعل المسافة. إذا كان لا بدّ من الاعتراف بالفوارق الاجتماعية والثقافية إذن ، فإن هذه المصادر يبقى لها فضل إبراز التضامن في الاتّصال الإفريقي وهو أمر ما زال لم يتحسس إليه إلى حد الآن علماء الإسلاميات والإفريقانيون.