حصل الإحساس بشكل كبير بمراقبة الحكومة المركزية العملة في بداية حكم هشام (١٠٦ ه) عند ما ضرب بواسط كل القطع الموجهة للمقاطعات. ويملك ح. ح. عبد الوهاب في مجموعته الخاصة دينارات تحمل عبارة" مضروبة بإفريقية" ، لكنها جاءت بالفعل من ورشات واسط ، وهو ما يتيسّر فرزه مباشرة بواسطة القائمة المختلفة تماما من دينارات إفريقية التي ظهرت قبلها ، وعلى عكس ذلك فقد كانت مماثلة لقطع باقي العالم الإسلامي (١). فقد تكون حلقة واسط دامت إلى قيام العبّاسيين حيث نرى عبد الرحمان بن حبيب يضرب من جديد العبّاسيين حيث نرى عبد الرحمان بن حبيب يضرب من جديد الدراهم (٢) ، لكن ، يقوم الوالي بضرب العملة السائدة" الفلوس" (مفردها فلس) في الأماكن التي يكون له فيها مجال أوسع للحركة ، فيذكر اسمه وألقابه عليها (٣) ، ويذهب حتى إلى رسم صورته (٤).
تلك هي إذن العناصر الأساسية لسلطة الولاة. فهل أن هذه السلطة الهامة قابلة لتكريس نفوذها على أرض الواقع؟ هناك عوامل عديدة يمكن أن تساهم في إثارة أو كبح جماحها. على سبيل المثال فإن الشهرة الاجتماعية التي هي في الأصل نتيجة لهذه القوة ـ فالوالي يكون عادة علاوة على وظائفه الشخصية الأكثر ثروة وإحاطة في المقاطعة ـ يمكن أن
__________________
(١) المقريزي ، رسالة في النقود ، ص ٩ ؛ نفس المؤلف ، كتاب المجاعات ، ترجمة فيات ، مجلةJESHO ، ج ٥ ، ١٩٦٢ ، ص ١٨٨.
(٢) لافواLa Voix ، فهرس ، م. س ، ج ٢ ، ج ٨ ، ج ٣٠. لاحظ ضرب الفضّة.
(٣) والكر ، الفهرس ، م. س ، ص ٦٠ ، ٦١ ، ٧٩ ، واللوحة ٤١. بدأ أمراء إفريقية ضرب هذا الصنف من العملة بصفة مبكرة ونمتلك منها نماذج تعود لسنة ٨٠ ه تحمل اسم حسّان بن النعمان ، نفس المصدر ، اللوحة ٤٢ ، لكن والكر بالفعل بعد لافوا ولان ـ بول (كاتالوك مختلف العملات في المتحف البريطاني ، لندن ١٨٨٩ ، ج ٤ ، ص ١٧) ، له قراءة سيئة ومنها تفسيراته المزاجية ، التي تعيد ما قدّمه عالما المسكوكات السابقان. وقد وجدنا منها في متحف بارد وبعض الأصناف المحفوظة بشكل أفضل تعود لسنة ٨٠ ه وتذكر جيدا اسم حسّان.
(٤) عبد الوهاب ، ورقات ، م. س ، ص ٤٠٦ ، يصف فلسا ضرب بتلمسان عليه صورة من المحتمل أن تكون لموسى بن نصير ، وهو ما يفيد علاوة على كل شيء أن الورشات بالنسبة لهذا الصنف من العملة على الأقل كانت متنقلة أو قابلة لأن تكون كذلك.