الإسلامية ، فراجع.
ويكفي أن نذكر : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد أطلق الصناع وأصحاب الحرف في خيبر لينتفع بهم المسلمون ، كما سيأتي حين الحديث عن غزوة خيبر.
فالجيش الإسلامي إذن لا بد أن يقدم نموذجا من الوفاء والتضحية والانضباطية أولا. كما أنه في نفس الوقت يقيم علاقات تجارية مع الآخرين ، ويتعامل معهم بطريقة سليمة وعفوية ، وبريئة ، من خلال إحساسه بالثقة وبالقوة والثبات.
أضف إلى ذلك : أن المسلمين كانوا يشكون في وفاء أبي سفيان بالوعد ، قال : موسى بن عقبة : «وخرجوا ببضائعهم ، وقالوا : إن لقينا أبا سفيان فهو الذي خرجنا له ، وإن لم نلقه ابتعنا ببضائعنا» (١).
ومن يدري فلعل النبي «صلىاللهعليهوآله» نفسه قد طلب من المسلمين ذلك ، من أجل خدمة تلك العلاقات والروابط بالذات ، ومن أجل أهداف تدخل في نطاق الحرب الإعلامية والنفسية للأعداء ، وإعطاء فرص إيجابية إلى أولئك الآخرين الذين كانوا ينتفعون من هذه الفرص لتركيز قناعاتهم ، وتبلور مفاهيمهم عن الإسلام والمسلمين ، الأمر الذي ستكون له إيجابياته في المستقبل.
غزوة دومة الجندل :
إيضاحات :
١ ـ دومة الجندل : مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال ، وتبعد عن المدينة
__________________
(١) تاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص ٢٠٣ وراجع : السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٧١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٨٩ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٣٨٥.