تعليم عشرة أطفال من المسلمين القراءة والكتابة ، رغم شدة حاجة المسلمين لأقل شيء من المال. وقد تقدم ذلك في غزوة بدر.
كما أننا نراه «صلىاللهعليهوآله» حين يرتكب خالد بن الوليد جريمة في حق بعض القبائل ـ وذلك حينما أرسل خالدا لدعوة بني جذيمة ، فآمنهم ، فلما وضعوا السلاح أمر بهم فكتفوا ، ثم عرضهم على السيف ـ نراه «صلىاللهعليهوآله» لما بلغه ذلك تبرأ من فعل خالد ، ثم أرسل عليا «عليهالسلام» فودى لهم الدماء ، وما أصيب لهم من الأموال ، حتى إنه ليدي ميلغة الكلب (١).
دومة الجندل حقيقة أم خيال؟! :
قال العلامة الحسني : «إن أخبار هذه الغزوة أكثرها عن الواقدي ، وأخباره في الغالب من نوع المراسيل ، ومن البعيد أن يترك النبي «صلىاللهعليهوآله» المدينة قرابة شهر كامل ، كما يدّعي المؤلفون في السيرة ، إلى مكان بعيد مسافة تزيد عن خمسة عشر يوما ، والأعراب من حولها لا يزالون على الشرك ، وهم يترقبون المسلمين ، ويستغلون الفرصة المناسبة للوقيعة بهم. ومن ذا يمنعهم من المدينة إذا غاب عنها النبي «صلىاللهعليهوآله» مع ألف من أصحابه وفيها من المنافقين ما لا يقل عددا عن المسلمين وكانوا على اتصال دائم بقريش وأحلافها من المشركين؟
__________________
(١) راجع : الغدير ج ٧ ص ١٦٩ عن سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٥٣ ـ ٥٧ وعن تاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٤٥ وعن أسد الغابة ج ٣ ص ١٠٢ وعن الإصابة ج ١ ص ٣١٨ وج ٢ ص ٨١ وعن البخاري كتاب المغازي.