موجز عن غزوة الخندق :
إنه في السنة الرابعة ـ كما هو الأقوى ـ أو في الخامسة ـ سار عدد من اليهود إلى مكة واستنفروا أهلها لقتال النبي «صلىاللهعليهوآله» ، واستئصال المسلمين. واتصلوا أيضا بقبيلة غطفان ، وقبائل عربية أخرى وحرضوهم على حرب محمد ، ووعدوهم بالأموال ؛ فساروا وهم ألوف كثيرة إلى المدينة لإنجاز هذا المهم.
فبلغ النبي «صلىاللهعليهوآله» خبرهم ، حفر خندقا حول المدينة من الجهة المكشوفة منها. وجعل للخندق أبوابا ، وجعل على الأبواب حرسا.
وقد شارك النبي «صلىاللهعليهوآله» بنفسه في حفر الخندق ، وظهرت له «صلىاللهعليهوآله» حينئذ كرامات ومعجزات ، سنذكرها في الموضع المناسب إن شاء الله تعالى.
وقد عسكر «صلىاللهعليهوآله» إلى جنب جبل سلع ، وجعل الخندق بينه وبين الأحزاب ، وجعل النساء والصبيان في بعض حصون المدينة ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم. وكان لواء النبي «صلىاللهعليهوآله» مع علي «عليهالسلام».
ولما وافى الأحزاب فوجئوا بالخندق ، ونزلوا في الجهة الأخرى منه ، وحاصروا المسلمين.
وذهب حيي بن أخطب اليهودي إلى بني قريظة ، ولم يزل بهم حتى نقضوا العهد مع المسلمين.
فلما بلغ النبي «صلىاللهعليهوآله» ذلك أرسل إليهم من يثبت له الأمر فرجعوا إليه وأخبروه بأن ما بلغه صحيح ؛ فاشتد الأمر على المسلمين