تمهيد وبيان :
لقد كان لتوالي الحروب في المنطقة فيما بين المسلمين من جهة وبين أعدائهم من اليهود والمشركين ومن تبعهم من جهة أخرى ، وانشغال المسلمين الدائم بهذه الحروب تأثير قوي على حالة المسلمين الإقتصادية ، حيث اختلت الحياة التجارية والحرفية وظهرت عوارض خطيرة فيما يختص بالشأن الزراعي ، حيث كانت الزراعة بمثابة العمود الفقري للإقتصاد بالنسبة لأهل المدينة على الخصوص.
وقد بدأت بوادر الحاجة الملحة في النواحي المعيشية ، وشحة المواد الغذائية تظهر بصورة وبأخرى في هذا المجتمع الإسلامي الصغير الناشئ ، والمحاط بالأعداء ، والمستهدف بالشر والسوء من كل ناحية ومكان.
وبعد أن خاض المسلمون عدة حروب ، ومروا بأزمات كثيرة في أكثر من اتجاه ، وبعد كسر شوكة بني النضير ، وكشف خياناتهم وإفشال مؤامراتهم ، وبعد غزوة ذات الرقاع وغيرها .. جاء تأجيل المشركين للحرب في بدر الموعد بسبب رعبهم وخوفهم ثم استفادة المسلمين تجاريا من سوق بدر بهذه المناسبة أمرا يبعث على الإرتياح ، ويثير البهجة والأمل ، والشعور لديهم بإمكانية تحسن الأوضاع المعيشية ، حيث يتوفر الوقت الكافي لإعادة