ومن شعور أكيد بأن قوة المسلمين قد بلغت حدا لم يعد يمكن القضاء عليها إلا بحشد كامل وشامل لكل القدرات والقوى المادية والمعنوية على مستوى المنطقة بأسرها. وهذا ما حصل بالفعل ، كما سنرى. ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين.
تحزيب الأحزاب في روايات المؤرخين :
لقد ذكر المؤرخون ـ والنص في أكثره للواقدي ـ : أنه لما أجلى النبي «صلىاللهعليهوآله» يهود بني النضير ، ساروا إلى خيبر. وكان بها من اليهود قوم أهل عدد وجلد (وليس لهم من البيوت والأحساب ما لبني النضير) فخرج عدد من اليهود ، بعضهم من بني وائل والباقون من بني النضير ، وهم بضعة عشر رجلا ، أو حوالي عشرين ، خرجوا إلى مكة يدعون قريشا واتباعها إلى حرب محمد «صلىاللهعليهوآله». وكان ذلك في السنة الرابعة ، أو الخامسة أو السادسة للهجرة.
وهؤلاء هم ـ كما ورد في النصوص المختلفة ـ : حيي بن أخطب ، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، وهوذة بن الحقيق ، وهوذة بن قيس الوائلي (أو الوالبي كما في الإرشاد) وهو أوسي من بني خطمة ، وابو عامر الراهب أو أبو عمار ، ـ الوائلي ـ أو أبو عمارة الوالبي ، كما عند المفيد في نفر من بني والبة.
وزاد البعض : سلام بن مسلم.
وأضاف آخر : «حوج بن عامر ، وأبا رافع ، والربيع بن أبي الحقيق» (١).
__________________
(١) راجع : جامع البيان ج ٥ ص ٨٦ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٥١٣ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ٤٠٨ فقد ذكر أبا عمار وحوج بن عمرو.