أما قتل محمد وبني عبد المطلب ، فهو الأسهل والأيسر ، وبه يتحقق المطلوب ، ولماذا يذهبون إلى أبعد من ذلك؟!
غير أن من الواضح : أن هذا لن يقنع اليهود ، لأن هدفهم هو استئصال محمد وجميع من معه. ولعل ذلك يفيدهم في إعادة بسط هيمنتهم ونفوذهم على يثرب وعلى المنطقة.
أما غطفان وسائر القبائل فيهمها تمر خيبر بالدرجة الأولى ، اما استئصال محمد والمسلمين فلا ترى فيها أية سلبية ، بل هو أمر محبوب بالنسبة إليها ومطلوب.
الأحقاد هي المحرك :
قد قرأنا فيما سبق : أن اليهود يقولون للمشركين : «جئنا لنحالفكم على عداوة محمد وقتاله».
فأجابهم أبو سفيان : «مرحبا وأهلا ، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد».
والذي نريد أن نلفت النظر إليه هنا : هو أن هؤلاء الناس لم يكلفوا أنفسهم حتى تلطيف عباراتهم ، وعقلنة تصريحاتهم. بل أظهروا كل ما يضمرونه من سوء دونما رادع من خلق ، أو وازع من عقل أو شرف أو منطق.
فلم يقولوا لأهل مكة مثلا : إننا جئنا لأجل أن نتدارس الأمور ، بموضوعية وإنصاف ، ثم بحكمة وبمسؤوليه ، واضعين في حسابنا الحفاظ على المصالح الاجتماعية العامة ، وتوفير الأمن والاستقرار للناس ، وتجنيبهم