تمر خيبر :
بقي أن نشير أخيرا : إلى هذا السخاء الذي تجلى في اليهود حتى جعلوا تمر خيبر سنة ، أو نصفه كل سنة ، لغطفان لتوافق على المشاركة في الحرب ضد الإسلام.
ولا ندري ما هو الدافع لهم للإقدام على هذه الخطوة؟ فهل كان هذا يستبطن غدرا ونقصا كما هو معروف عن اليهود؟ أي أنهم بعد أن يتخلصوا من عدوهم الأقوى والأخطر بنظرهم يرفضون الوفاء بما تعهدوا به لغطفان.
وهل فكرت غطفان في هذا الأمر بصورة جدية وواقعية؟!
وما هو المبرر لهذه العداوة الراسخة من اليهود للاسلام ولنبي الإسلام؟!
وكيف نفسر هذا السخاء الذي لا نظير له من قوم لم نعرف عنهم إلا المزيد من الحرص على المال وعلى الدنيا ، وإلا الشح المزري ، والبخل المشين؟!
هذا السخاء قد جاء من أجل استئصال أناس لم يروا منهم إلا الوفاء والصدق ، والنبل والالتزام بالقيم الإنسانية والمثل العليا!!
إن التفسير الوحيد المعقول لذلك هو : أنهم يشعرون أن الإسلام يمثل خطرا يتهدد دنياهم وامتيازاتهم ، وهو يتناقض بصورة عميقة وأساسية مع ما يفكرون به ، ويخططون له من استغلال لثروات البلاد ، وإذلال واستعباد للعباد.
فلماذا إذا : لا يضحون ببعض المال من أجل إزاحة هذا الكابوس الجاثم على صدورهم؟ فإذا تمكنوا من ذلك ، فإنهم سوف يستقبلون الدنيا