العريضة بكل ما لديهم من خطط ماكرة ، وأساليب شيطانية ، تجعلهم يتحكمون بكل مقدرات الأمم ، ويهيمنون على كل نبضات الحياة فيها؟!
تأثير المال في تحزيب الأحزاب :
إن من الواضح : أنه لم يكن لقوى الكفر قيادة موحدة ، ترسم الخطة ، ثم تتخذ القرار ، ثم تعمل على تنفيذه ، بل كانت لهم قيادات متعددة ومختلفة. وذلك من شأنه أن يضعف أمرهم ، ويوهن وحدتهم ، مع وجود فرص تساعد على إلقاء الخلاف فيما بينهم وإذكاء روح التنافس ، وإشاعة روح التشكيك ببعضهم البعض كما حصل لبني قريظة.
كما أن من البديهي : أنه لم يكن بإمكان كل قبيلة أن تستقل بعداوة محمد وقتاله ، وكانت كل قبيلة تخشى من مواجهة المؤمنين وحدها.
فكان لا بد من تفاهم القبائل فيما بينها لتحصيل إجماع على الاجتماع على قتال محمد وصحبه.
فبادر اليهود إلى العمل لتحصيل هذا الإجماع ، على أمل أن يحسموا الأمر لمصالحهم ، ويكونون بذلك قد ثأروا لأنفسهم ، وتصبح ـ من ثم ـ لهم هم الكلمة الأولى والأخيرة في المدينة على الأقل ، ويكون لهم النفوذ والتأثير القوي في المنطقة بأسرها ..
ثم إنه قد كان من جملة العوامل التي ساعدت على تجييش الجيوش وتحزيب الأحزاب ، هو الوعود المالية السخية للناس ، إذا نفروا لحرب المسلمين.
حتى لقد رفض بنو مرة نصيحة الحارث بن عوف ، إذ قد «غلب عليهم