الشيطان ، وقطع أعناقهم الطمع» (١).
الإرهاب الفكري والخداع للسذج :
وقد أظهر النص المتقدم : أن قريشا ـ والظاهر : أن المقصود هو الزعماء منها ـ أرادت خداع السذج والبسطاء من الناس بالاستفادة من حالة الانبهار بأهل الكتاب ، التي كانت لدى عامة الناس في المنطقة العربية ، والتي كانت حين ظهور الإسلام تعاني من الجهل الذريع ، الذي مكّن لشياطين أهل الكتاب أن يصوروا لهم : أنهم هم مصدر العلوم والمعارف ، وهم المرجع الموئل والمفزع للناس فيما يهمهم من أمور الدين ، والمعارف الدينية.
واستطاع أهل الكتاب أن يمسكوا بعواطف الناس ، البسطاء والسذج والجهلة ، باستخدام طريقة التهويل والإحالة على الغيب الذي يضعف أقوى الناس أمامه إذا كان يلامس مصيره ومستقبله بصورة أو أخرى.
والملفت هنا : أن يستغل زعماء قريش هذه الفرصة للاستفادة من هذا الانبهار من أجل سوق الناس بالإتجاه الذي يريدون ، ويرون أنه يحقق لهم مأربهم ، ويوصلهم إلى أهدافهم الشريرة.
فيطلبون من الناس : أن يسألوا اليهود عن الأهدى من الفريقين : أهم بشركهم وضلالاتهم؟ أم محمد «صلىاللهعليهوآله» وما جاء به من عند ربه من الهدى؟ ويأخذ أبو سفيان هنا زمام المبادرة ليلقي سؤاله بطريقة فنية
__________________
(١) تاريخ الخميس ج ١ ص ٤٨٠