عقدة بدر الموعد :
إن إلماح صفوان بن أمية إلى ما جرى في بدر الموعد ، ليدل دلالة واضحة على : أن المسلمين قد سجلوا فيها نصرا مؤزرا للإسلام وهزيمة روحية وسياسية ساحقة لكبرياء الكفر والشرك ، ليس في مكة وحسب ، وإنما في المنطقة بأسرها.
ولكن من دون أن يكلف ذلك المسلمين أية تضحيات ، بل هم قد ربحوا في تجاراتهم في سوق بدر ، حسبما تقدم بيانه.
عيينة بن حصن والمعاني الإنسانية :
ربما يفهم من كلام البعض : أن الحارث بن عوف كان يرتبط مع النبي «صلىاللهعليهوآله» بجوار ، لكنه اعتبره أحسن تقية من عيينة بن حصن.
ولعل السر في ذلك هو : أن الحارث ، وإن كان قد نقض الجوار ، الذي قد يقال : إنه يعني الالتزام بعدم الاعتداء ، حفظا للجوار ، مع أن البعض كالزهري ، وبني مرة ينكرون أن يكون الحارث قد فعل ذلك ، ويصرون على أنه لم يحضر حرب الخندق ، إلا أن عيينة قد زاد على ما فعله الحارث : أنه لم يحفظ الجميل ، بل جازى الإحسان إليه بالإساءة ، ولكنها إساءة جاءت على درجة كبيرة من القبح ، لأنها تضمنت خروجا على كل الأعراف ، والقيم ، وحتى أعراف الجاهلية.
فقد تقدم : أن النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» كان قد سمح لعيينة ، حينما أجدبت أرضه : أن يرعى في منطقة نفوذ وسيطرة وحاكمية الرسول «صلىاللهعليهوآله» ، لينقذهم من الخطر الذي يتهددهم ، ويساعدهم على التغلب على