والعدل في تحمل مشاق العمل ، فلا يعمل هذا أكثر من ذاك. وإذا استطاع التفوق على أقرانه في العمل ، فإن ذلك يظهر للآخرين ويتجلى امتيازه على سائرهم ، كما سنقرؤه بالنسبة لسلمان الفارسي ، الذي ظهرت قوته في العمل ، فتنافس فيه المهاجرون والأنصار.
أما المتواكل المتخاذل : فلا مجال للتستر عليه ، إذا كان يريد أن يتوانى في عمله ويتواكل فيه. وقد فضح القرآن الكريم المنافقين ، الذين اتبعوا هذا السبيل كما تقدم.
هذا كله : بالإضافة إلى أن قسمة العمل على النحو المتقدم من شأنها أن تؤثر في زرع روح التفاؤل بإمكانية إنجاز هذا العمل الضخم وتقلل من رهبته في صدور العاملين ، حينما تنحسر النظرة إلى ذلك العمل الهائل لتصبح في مدى أذرع يسيرة يتعاون على إنجاز العمل فيها عشرة من المؤمنين.
٢ ـ النبي صلىاللهعليهوآله والشعر :
قد تقدم : بعض ما يدل على أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان يتمثل ببعض الشعر ، أو ينشد مع الصحابة ما ينشدون ، ونزيد هنا :
قال دحلان وغيره : عن سهل بن سعد : كنا مع النبي في الخندق ننقل التراب على أكتافنا ، فقال «صلىاللهعليهوآله» :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة |
|
فأكرم الأنصار والمهاجرة |
وهو من كلام ابن رواحة ، وأصله :
لا هم إن العيش عيش الآخرة |
|
...... |
فنطق به النبي «صلىاللهعليهوآله» :