تفسير قوله تعالى : (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) (١).
يريد أن يدّعي : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» غير قادر على التفوه بكلام موزون ، أو أن الرجز ليس بشعر. أو ما إلى ذلك ..
ولكنها دعاوى ليست على درجة من القوة والاستقامة ، فإن المراد بالآية الكريمة (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ ..) : أنه «صلىاللهعليهوآله» ليس بشاعر ، بمعنى أنه ليس لديه ملكة الشعر ، لا أنه يعسر عليه التكلم بشعر غيره والنطق به.
ولا حاجة بعد هذا إلى دعوى : أن الرجز ليس بشعر ، كما لا حاجة إلى اشتراط القصد أو عدمه في إيراد الشعر الموزون. فإن النظر هو إلى ملكة الشعر الذي يتضمن الانسياق وراء الأوهام والتخيلات ، والمبالغات ، والتصويرات غير الواقعية بالإضافة إلى الوزن والموسيقى ، وفقا لما أشار إليه تعالى بقوله : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) (٢)
٣ ـ دور عضل والقارة :
وقد ذكرت رواية أبي واقد : أنه «صلىاللهعليهوآله» قال :
اللهم العن عضلا والقارة |
|
هم كلفوني أنقل الحجارة |
__________________
(١) الآية ٦٩ من سورة يس.
(٢) الآيات ٢٢٤ ـ ٢٢٦ من سورة الشعراء.