هذه المناسبة ، بالإضافة إلى أن الكثيرين كانوا يجيدون الشعر مثل كعب وحسان.
ولم يكن ثمة داع لتحاسد القوم في أمر كهذا في مناسبة كهذه ، ولا كان اللازم هو أن يحسدوا حسانا وكعب بن مالك في سائر المناسبات ، ويمنعهما النبي «صلىاللهعليهوآله» من هجاء المشركين ، ومن نظم الشعر في كثير من المناسبات الأخرى.
ولم نجد في ما بين أيدينا من نصوص تاريخية أن حدث ما يشبه هذه القضية في أي مناسبات أخرى ، لا مع النبي «صلىاللهعليهوآله» ولا مع غيره.
وذلك يجعلنا نطمئن إلى حدوث تجاوز منهما للحد أوجب أن يقف النبي الأكرم «صلىاللهعليهوآله» منهما هذا الموقف الحازم والحاسم.
فليتأمل في تاريخ حياة هذين الرجلين ، فقد يجد المتتبع فيها الكثير مما لا يحسن ولا يجمل ، وقد تقدم في أواخر الحديث عن غزوة بني النضير شيء غريب صدر من حسان ، وربما تأتي الإشارة لأشياء أخرى صدرت منه ومن غيره. والله هو المسدد والهادي.
زيد بن ثابت :
«كان زيد بن ثابت ممن ينقل التراب ، فقال رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في حقه : أما إنه نعم الغلام ، وغلبته عينه ، فنام في الخندق.
فأخذ عمارة بن حزم سلاحه ، وهو نائم.
فلما قام فزع على سلاحه ، فقال له «صلىاللهعليهوآله» : يا بار ، [يا أبا رقاد] قد نمت حتى ذهب سلاحك؟