قال ابن حبان : ويستدرك بهذا الحديث على بطلان ما ورد : أنه «صلىاللهعليهوآله» ، كان يضع الحجر على بطنه ، لأنه كان يطعم ويسقى من ربه إذا واصل. فكيف يترك جائعا مع عدم الوصال ، حتى يحتاج إلى ربط الحجر على بطنه؟!
قال : وإنما لفظ الحديث : الحجز ، بالزاي ، وهو طرف الإزار. فصحفوا ، وزادوا لفظ الجوع.
وأجيب : بأنه «لا منافاة ، كان «صلىاللهعليهوآله» يطعم ويسقى إذا واصل في الصوم ، أي يصير كالطاعم والساقي ، تكرمة له. ولا يحصل له ذلك دائما ، بل يحصل له الجوع في بعض الأحايين ، على وجه الابتلاء الذي يحصل للأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، تعظيما لثوابهم» (١).
أضف إلى ذلك : أن توجه ابن حبان هذا ، ودعواه تصحيف كلمة الحجز بالحجر لا تتلاءم مع ما تقدم عن علي «عليهالسلام» ، ولا مع ما تقدم عن جابر في قصة اندفاعه لتهيئة طعام للنبي «صلىاللهعليهوآله» لما رآه خميصا ، ولا مع ما ذكر في قصة سلمان حينما طلب من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يعالج الصخرة.
الثانية : العزم والثبات :
ويلفت النظر هنا : أنه رغم كل ما كان يعانيه المسلمون من جهد وضعف وجوع ، وبرد ـ كما يقولون ـ فإن ذلك لم ينل من عزمهم ، ولم يؤثر
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٢٩.