الشعار يقول : «لا ينصرون» بصيغة المبني للمجهول ولم يقل : «لا ينتصرون» ففيه إلماح إلى أن المشركين لا يملكون معطيات النصر في أنفسهم فلا بد أن ينتظروا النصر من غيرهم ، وليس ثمة ناصر لهم ولا معين ، فهزيمتهم حتمية لفقدهم مقومات النصر من الجهتين. فالمشرك يرى العجز والفشل الفكري والعقيدي بكلمة حم. كما أنه يتمثل الخواء من أي من القدرات والطاقات التي تخوله أن يصنع نصرا. فهو مهزوم في الحالتين ، والمؤمن يأتيه النصر من الله ، وهو على يقين من هذا النصر. فاجتمع على قوى الشرك عاملان من عوامل الضعف ولقوى الإيمان عاملان من عوامل القوة.
هذا عدا عن أن الصيغة صيغة إخبار ، تعطي : مزيدا من الثقة بتحقق ذلك ، حتى كأنه أمر واقع وملموس ، يصح الإخبار عنه بهذه الدرجة من الجزم والثبات والطمأنينة.
ولسوف يتيقن المشركون صدق هذا الوعد ، ما دام أنه هدي قرآني استقر في نفوسهم : إنهم أعجز وأصغر من أن يشككوا في أي من آياته وحقائقه.
وهذا درس نافع نستفيده من هذا الشعار. نسأل الله التوفيق للتوفر على دراسة هذا الموضوع بصورة أتم وأوفى ، وأوضح وأجلى وأصفى ، وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
عدة وعدد المسلمين :
هذا وقد اختلفت كلمات المؤرخين في عدة وعدد الجيش الإسلامي الذي واجه الأحزاب في حرب الخندق.
فأما بالنسبة للعدة ، فقد ذكر ابن سعد : «أنه كان مع المسلمين ستة