إلا بذل الجهد ، وإلا الجهاد من أجل البقاء.
كما أن هذا الجيش ينطلق في حركته وفي جهاده من قاعدة إيمانية تجمع بين متفرقاته ، وتؤلف بين مختلفاته.
وهو وإن كان قد تعرض ـ في بادئ الأمر ـ لهزة من نوع ما حين صار المنافقون وضعفاء الإيمان يتسللون ويتركون مواضعهم بأعذار مختلفة ، ولكن حزم القيادة ، وهيمنتها ، وحسن تدبيرها لم يفسح المجال للتأثر بالشائعات ، واستطاعت هذه القيادة ، حين فضحت أمر هؤلاء المنافقين بالوحي القرآني ، وحين ظهرت الكرامات الباهرة على يدها ، وأطلقت البشارات بالنصر الأكيد ، استطاعت أن تعيد للجو الإيماني صفاءه ونقاءه ، وتحصنه من كل ما من شأنه أن يشيع روح التخاذل ، ويزرع اليأس والخوف في نفوس المخلصين والمؤمنين ، وقطعت الطريق على أي كان ، من أن يتخذ موقفا ، أو يتصرف تصرفا من شأنه أن يعطي للعدو أية فرصة من أي نوع كانت.
الغطرسة القرشية :
وعن علي «عليهالسلام» قوله : «فقدمت قريش ، فأقامت على الخندق محاصرة لنا ، ترى في أنفسها القوة وفينا الضعف ، ترعد وتبرق ، ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» يدعوها إلى الله عزوجل ، ويناشدها بالقرابة والرحم ، فتأبى ، ولا يزيدها ذلك إلا عتوا» (١).
__________________
(١) الخصال ج ٢ ص ٦٨ ، باب السبعة ، والبحار ج ٢٠ ص ٢٤٤.