ونقول :
ليس غريبا على قريش هذا العتو ، وهذه الغطرسة ، ما دامت تقيس الأمور بمقاييس مادية ، وترى القوة في أنفسها ، والضعف في المسلمين ، الذين جاءت لاستئصالهم ، وإبادة خضرائهم ، ولكن هذا العتو وتلك الغطرسة سرعان ما تلاشت ، ليحل محلها الضعف والخنوع ، والخيبة القاتلة ، كما سنرى.
وليس غريبا أيضا : أن نجد النبي «صلىاللهعليهوآله» ومن موقع الشعور بالمسؤولية يعتمد الأسلوب الإنساني ، ويستثير العاطفة الناشئة عن صلات القربى ولحمة النسب ، والتي تكون لها هيمنة حقيقية على الإنسان ولا بد أن تجتاح هزاتها الجامحة كل كيانه ، وكل وجوده. ثم هو «صلىاللهعليهوآله» يقرن ذلك بالدعوة إلى الله عزوجل ، الذي هو مصدر الخير والقوة والبركات.
رسالة تهديد من أبي سفيان :
ويقال : إن أبا سفيان كتب إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» مهددا إياه بما جمعه من الأحزاب لقتاله ، ولعله قد كتب هذا الكتاب بعد وصوله إلى المدينة وحصول المواجهة ، والكتاب هو :
أما بعد .. فإنك قد قتلت أبطالنا ، وأيتمت الأطفال ، وأرملت النساء ، والآن قد اجتمعت القبائل والعشائر يطلبون قتالك ، وقلع آثارك وقد جئنا إليك نريد نصف نخل المدينة ، فإن أجبتنا إلى ذلك وإلا أبشر بخراب الديار ، وقلع الآثار.