يتخذهم أولياء من دون المؤمنين ، بل هو يريد أن يشركهم في الدفاع عن أهل الإيمان ، حبا منه بسلامة المؤمنين. فهذا التحذير القوي ، واستثناء حالة مصانعتهم تقية ، والتنصيص على أنه يواليهم من دون أهل الإيمان يبعد القضية عن أن تكون في شأن عبادة.
ثانيا : من أين يأتي عبادة بخمس مئة يهودي ليقاتلوا معه؟ فقد أجلى بنو قينقاع وبنو النضير عن ديارهم ، ولم يكونوا ليدافعوا عن الإسلام ، بل كانوا هم المحرضين للأحزاب على حرب النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين. وبنو قريظة قد نقضوا العهد ، وأصبحوا مع الأحزاب.
عريش جديد لأبي بكر :
ويستفاد من كلام الواقدي : أنه قد كان ثمة ما يشبه العريش ـ عريش بدر ـ لأبي بكر فيذكر : أن أبا بكر كان مع النبي «صلىاللهعليهوآله» «في قبة من أدم مضروبة في أصل الجبل ، عند المسجد الذي في أسفل ، معه أبو بكر ، والمسلمون على خندقهم يتناوبون» (١).
فجاء عمر إلى النبي «صلىاللهعليهوآله» وأخبره بنقض بني قريظة للعهد.
لكن قد تقدم : أن ذلك لا يصح ، أو على الأقل يشك كثيرا في صحته. وقد تحدثنا في غزوة بدر عن عدم صحة قصة العريش المزعوم لأبي بكر والنبي «صلىاللهعليهوآله» فراجع ما ذكرناه هناك ..
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٤٥٧.