تحولات مادية فيه ، ولا يمكن تفسيره كله على هذا الأساس. فإن هناك قوى خفية تشارك أيضا في التأثير في حياة الإنسان وفي سلامته. وإن معالجة آثار تصرفاتها لا يكون من خلال الوسائل المادية في أحيان كثيرة ، بل لا بد من وسائل أخرى قد لا يؤمن بها كثير من الماديين.
كرامة أخرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله :
ويذكر المؤرخون في حوادث هذه الغزوة : أن رجلا جاء للنبي «صلىاللهعليهوآله» بثلاث بيضات من بيض النعام ، فقال «صلىاللهعليهوآله» لجابر : دونك يا جابر ، فاعمل هذه البيضات.
قال جابر : فعملتهن ، ثم جئت بهن في قصعة ، فجعلنا نطلب خبزا ، فلم نجد ، فجعل «صلىاللهعليهوآله» وأصحابه يأكلون من ذلك البيض بغير خبز ، حتى انتهى كل إلى حاجته ، أي إلى الشبع ، والبيض في القصعة كما هو (١).
وذكرت هذه القصة في غزوة المريسيع (٢).
ونقول :
وفيها أيضا : كرامة ظاهرة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله». وربما يكون ظهور هذه الكرامات ضروريا من أجل أن لا يغتر المسلمون بأنفسهم ، فيرون : أن ما يحققونه من انتصارات على أعدائهم ، ثم ما يحصلون عليه من مكاسب ، مادية ، ومعنوية ، وشوكة ، ونفوذ ، على مستوى المنطقة بأسرها ، إنما كان بالدرجة الأولى بسبب هذه الألطاف الإلهية ، التي يشملهم الله بها ، وليس التأثير مقتصرا
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٧٤ والمغازي للواقدي ج ١ ص ٣٩٩.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩٢.