التمسك باللغة العربية؟!
وأكثر من ذلك : أننا نجد الإسلام لا يرضى في عباداته ، وفي موارد معينة أخرى بغير اللغة العربية. فلا تصح الصلاة مثلا باللغات الأخرى ، من أي كان من الناس : العربي ، والرومي ، والحبشي ، والفارسي ، وغيرهم. فما هو السر والدافع إلى هذا الإلزام والالتزام ، يا ترى؟!.
الإجابة والتوضيح :
ونحن في مقام الإجابة على هذين السؤالين ، نقدم الحديث والإجابة على ثانيهما ؛ فنقول :
١ ـ الإجابة على السؤال الثاني :
إنه يفترض في كل حضارة تستهدف إحداث تغييرات حقيقية وجذرية في المجالات الحياتية المتنوعة من سياسية واقتصادية ، واجتماعية ، وفكرية ، وغيرها وحتى في بناء الشخصية الإنسانية ، والتأثير والتغيير في مشاعر الإنسان ، وأحاسيسه ، وعواطفه ، فضلا عن خصائصه ومزاياه ، وكل وجوده ،
نعم .. إنه يفترض في هكذا حضارة أن تفرض على الشعوب والأمم التي تريد أن تحيا في ظلها هيمنة فكرها ، وثقافتها ، وأن تزرع فيها مصطلحاتها وتعابيرها الخاصة بها ، ذات الإيحاءات والمداليل المعينة والهادفة ، وتنفذ من خلال هذه المصطلحات وعلى أساس ذلك الفكر ، وبروافد من تلك الثقافة إلى مناطق اللاوعي في الأحاسيس والمشاعر ، وفي القلوب والضمائر لتلك الأمم والشعوب. وتتغلغل في أعماقها ؛ لتصبح جزءا لا يتجزء من وجودها ، ومن شخصيتها ، ومن كيانها العتيد.