ومنها قصة الجمل التي هي مورد البحث ، قد رسخت هذه الحقيقة ، سواء بالنسبة لدور الإنسان في الكون ، وتعاطيه معه ، أو بالنسبة إلى حقائق راهنة لا بد أن تأخذ دورها وحقها ، ويحسب حسابها على مستوى التخطيط ، وعلى مستوى الممارسة ، أو بالنسبة إلى الدور الذي لا بد لهذه القيادة أن تضطلع به ، في مقام الرعاية التامة ، والهداية العامة ، وما يتطلبه ذلك من طاقات ومن إمكانات ، ومواصفات قيادية خاصة ومتنوعة ، لا تحصل إلا بالرعاية والتربية الإلهية لها ، ولا تكون إلا في نبي أو في وصي.
وتصبح معرفة لغات الحيوانات ، والوقوف على كثير من أسرار الخلقة ، ونواميس الطبيعة ضرورة لا بد منها لهذه القيادة ، التي لا بد أن ترعى ، وتوازن ، وتربي ، وتحفظ لكل شيء حقه ، وكيانه ، ودوره في الحياة. حيث لا بد لها من التدخل المباشر في أحيان كثيرة لحسم الموقف ، ولحفظ سلامة المسار.
كما لا بد لها من توجيه الطاقات والاستفادة منها في الوقت المناسب وفي الموقع المناسب ، بصورة قويمة وسليمة ، كما كان الحال بالنسبة لنبي الله داود ، ونبي الله سليمان عليهما وعلى نبينا محمد وآله الصلاة والسلام.
النقاط على الحروف :
وبذلك يتضح : أنه لا بديل عن قيادة المعصوم ، إذ أن كل القيادات الأخرى إذا كانت عادلة لن يكون لها أكثر من دور الشرطي الذي ينجح في درء الفتنة حينا ، ويفشل أحيانا.
أما إذا كانت قيادة منحرفة ، فهناك الكارثة الكبرى ، التي عبرت عنها الكلمة المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي «عليه الصلاة والسلام» ، حيث يقول :