النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين ، ولا سيما بعد فرارهما في أحد ، وبعد مشورتهما المتخاذلة في بدر.
الثاني : إنهما ربما يكونان قد وقفا من نعيم بن مسعود ، أو من غيره على حقيقة أمر أهل مكة ، وأنهم خائفون من مواجهة النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين بالحرب ، لا سيما مع ما نلمحه من وجود قدر من التفاهم والانسجام في المواقف أحيانا ، كما تقدم في غزوة بدر ، حول الاستشارة في الحرب ، ثم في قصة الأسرى ، وبعد ذلك في غزوة أحد حينما وضعنا بعض علامات الاستفهام حول تحركات الخليفة الثاني.
والخلاصة : أنهما إذا كانا قد علما بحقيقة أمر المشركين ، فهما يعلمان مسبقا : أن خروج النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين إلى بدر الموعد لن يشكل أي خطر على مشركي قريش ، إلا من الناحية الإعلامية والسياسية والنفسية. كما أنهما نفسيهما سوف لا يواجهان أي خطر يخشيانه ، ولو في ضمن زحمة المعركة ، كما قد حصل في أحد.
الأفراح والأتراح :
إننا ـ وإن كنا نقدر الواقدي في حدود معينة ، ونراه منصفا شيئا ما ، وهو من حيث نقله ينقل سيرة النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» ـ بصورة أفضل وأدق مما ينقلها البعض ، ولكننا نعتب عليه أحيانا ـ ليس لأجل إيراده ما ثبت بالدليل القاطع زيفه ، أو التزيد فيه من الرواة ، فإن ذلك أمر مألوف ومعروف ، ولم ينج منه مؤلف في قضايا التاريخ وغيرها ـ بل لأجل وقوعه أحيانا ـ كغيره ـ في المتناقضات ، أو فريسة لأصحاب الأهواء ، وأهل