تهدي الأمة ، وتقودها إلى الفلاح ، والسداد والنجاح ، وهي قيادة الأنبياء ، والأئمة المعصومين «عليهم الصلاة والسلام».
استخلاف ابن أبي على المدينة :
وقد ذكر في ما تقدم : أن هناك من يقول : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد استخلف عبد الله بن أبي بن سلول على المدينة ، حين سار إلى بدر الموعد.
ونحن نشك : في صحة ذلك ونرجح أن يكون ابن رواحة هو المستخلف عليها ، كما ذكرته نصوص كثيرة أخرى ؛ إذ من البعيد أن يستخلف النبي «صلىاللهعليهوآله» رأس النفاق ، ذلك الرجل الذي كان يميل إلى المشركين واليهود أكثر مما كان يميل إلى المسلمين ، ولم تزل تظهر منه فلتات وكلمات خطيرة ، لو أراد النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يجازيه عليها ، لم يكن جزاؤه أقل من القتل ؛ وإنما استخلف «صلىاللهعليهوآله» عليا «عليهالسلام» في غزوة تبوك خوفا من تحرك المنافقين فيها كما سنرى إن شاء الله.
إلا أن يقال : إن من الممكن أن يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» يريد أن يتألفه بذلك ، كما كان يتألف غيره بإسناد بعض المهام إليهم.
قوة الإسلام :
قال الواقدي : «وأقبل رجل من بني ضمرة ، يقال له : مخشي بن عمرو ـ وهو الذي حالف رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على قومه ، حين غزا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ودّان في المرة الأولى ـ فقام ـ والناس مجتمعون في سوقهم ، وأصحاب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أكثر أهل ذلك الموسم ـ فقال : يا محمد ، قد أخبرنا : أنه لم يبق منكم أحد ، فما أعلمكم